السبت، 13 أغسطس 2016

رسالتي إلى المعلم ابراهيم اعميرات عميرات .


بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على النبي الكريم و بعد : 
أحمد أالرجيل
إلى المعلم الكاتب ابراهيم ولد اعميرات من أحمد ولد أرجيل اتتبع بإستمرار مقارباتك حول القضايا الوطنية بلغتك الواضحة الجميلة و التي تشكل جزء مهما مكملا لما تشهده الساحة الوطنية من حراك يهدف الى بلورة المواقف و بناء التراكم الضروري لتغيير ثقافة التهميش و الإقصاء و الرامي الى إقامة دولة المواطن التي تحميه و توفر له في حدود الإمكانيات الحد المقبول من العيش الكريم في ظل المساواة الكاملة في الحقوق و الواجبات حسب الموقع من الخارطة و القدرة على الإسهام ، دولة الفعل على الأرض ذي الشواهد الحية التي يراها كل من أعطي البصر و هو شهيد . عوض دولة المافيا و المحسوبيات و التي تقدم الواجب كرما و هبة و الحق صدقة يتبعها أذى غير مستحق تهبه من تشاء و تمنعه عمن تشاء في تكريس لافت لعمل العصابات و رجال الغابات .
يأتي على رأس هذه القضايا مسألة الرق التي للأسف ستضيع حتما بين نهج " الحقوقيين " و مكر الثقافة العتيقة ، و بين تخاذل الدولة و نشاط المخلفين المتخلفين عن ركب الحضارة و مسيرة البشرية غير المنتهية إلى الكمال ، هذه المسألة تحتاج مهارة من نوع خاص تحدد أنجع الطرق للوصول إلى الهدف و لا شك أن التعامل معها يجب أن ينطلق من التراكم الثقافي و الإجتماعي الذي تحقق خلا العقود الماضية و هو - رغم  تواضعه و بعده عن الكمال ـ يظل متكئا و قاعدة صالحة للبناء و الانطلاق الى ما نرجو ويجب ألا يظل عند نقطة البداية . إن لا مبارحة نقطة البداية خطوة خطيرة إهتدى إليها المحافظون و هي من أمكر أدوات كبح قطار التجديد و التغيير و تحمل في حقيقتها تشويها حارفا و جارفا لمسار النضال ، فهو في هذه الحال إما أن يكون عبثيا بلا رؤية واضحة تستطيع جني الإجابيات و تقول هل  من مزيد ؟ أو أن يكون وسيلة إعتياش لا يبتغي القائمون عليه غير إستمراره و كسب ما يدر من اموال و إمتيازات و من نتائج ذلك كثرة التصدعات و الإنشقاقات كلما زاد عدد الرؤوس الكبيرة في ظل الجشع و إنعدام وضوح الرؤية وشح  الموارد التمويلية .
كنت قد ذكرت في آنفا في هذه الرسالة ـ الرسائل بالأحرى ـ الموجهة إلى الأخ المعلم إبراهيم أعميرات أن حاضر النضال ضد الرق و العبودية ينبغي أن ينبني على ما حققه ماضيه من تراكمات ثقافية و اجتماعية مشاهدة بالعين المجردة ـ رغم تواضعها الشديد و حاجة بعضها إلى التقويم و حاجة كله إلى التقييم ـ و هذا يتطلب الرجوع قليلا إلى أحد أهم المنطلقات التي برز منها خلالها خطابه الأل ـ ولعله أهمها على الاطلاق لأنه شكل البداية و المدخل ـ التي منها يستقي ذلك النضال العادل قوة دفعه و مياه حياته و أسبابها و مبرراتها . و جدير بالذكر أنني هنا لا أقوم بوظيفة الواعظ و لا الناصح للأخ ابراهيم فهو ـ مع حداثته سنه ـ مكتهل ثقافة و وعيا و نضجا و لا يعدو الأمر أن يكون استعراضا معه و مدارسة لمجموعة من الهموم الوطنية و تحديدا منها ما يقع تحت عنوان (( الرق و مخلفاته )) .
   من البديهي أن يعمد أطباء العقول و توعية " الغُيَّبِ " المغيبين إلى العزف على أكثر الأوتار حساسية لجلب انتباه صم و جمع مشتتين لم يكن الواحد منهم يعتقد كمال آدميته و لا يعرف صلة موصلة إلى عصبة أو قَبِيلٍ ، و كان تبعا لذلك هائما في وحدته منهمكا بلا تفكير في إنجاز ما يوكل إليه من عمل ، هذا الوتر مهما بالغ في الغلو و الحصرية ضروري من أجل إيقاظ هذه النفوس الشبيهة بالأموات لجمعها و مخاطبتها بما يلامس الوجع الذي تعانيه و تشترك فيه و من أجل خلق حالة من  الاجتماع و التجمهر حول هم أو غاية يُسْتعاض بها عن رابطة الدم و صلات القربى التي تفتقر إليها تلك الفئات و هذا ما بدأت به حركة الحر رائدة التوعية و النضال ضد الرق و العبودية و مخلفاتهما . (( أخي االحرطاني )) كان ذلك إيذانا بتشكل شريحة جديدة سواء كانت جزء من مجتمع البيظان ـ كما يرى البعض و يبرر ـ أو كانت مستقلة عنه ـ كما ذهب البعض مؤخرا و برر ـ شكل ذلك المدخل عصى سحرية أيقظت الكثير ممن وصلتهم فمن كان يملك منهم أمر نفسه ساند الحركة جهارا و من لم يكن يملكه أو قد في نفسه الكثير من النزوع نحو الأمل الذي لاح و بدأ ينظر إلى نفسه على أنه ليس ما كان يعتقد و أنه كامل الآدمية و أن له حقوقا يجب أن ينالها رغم اختلافهم على الوسائل و الأدوات .
كانت لذلك الخطاب الحصري الفئوي مبرراته و أسبابه و نتائجه إذ لم يكن ثمة منطلق يوازيه جاذبية يمكن التعويل عليه فالجهل كان متفشيا و الاحساس بالإهمال و التهميش كان عارما طاغيا و كانت نفوس الحراطين مسرحا لكثير من الانفعلات التي تتشوف كلها لذلك المسيح المخلص فلم يكن ثمة أفضل لجمعها من صدى ذلك النداء (( أخي الحرطاني )). و بعد هذه العقود من ذلك التاريخ أصبحت للحرطاني هويته المستقلة على المستوى الفردي فلم يعد يصلي أو يصم أو يتصدق لينال السيد الأجر و إن ظلت الشريحة ككل تتنازعها هويات و هوايات أخرى قد لا تكون ماتة الصلة بالحاجة الآنية الملحة للفرد ، كما أنتشر التعليم المتاح بمختلف مستوياته بينهم و أصبح لديهم من الجاهزية و النضج ما يسمح بمخاطبتهم من منطلق آخر يعتمد على المطالبة بالعدالة و الحرية و العيش الكريم في ظل حكم مختار رشيد باسم المواطن هذه المرة و في الفضاء العام لمشاكل البلد التي تتصدرها مشكلة الرق و مخلفاته . هذا التطور في النضال يستهدف توسيع القاعدة الداعمة و تنوعها الأمر الذي يسرع من وتيرة الاندماج الاجتماعي و التغيير القافي . مؤكد أن البعض سيميل ـ حتما ـ إلى تسطيح هذه الفكرة لكن جرت العادة أن الجديد عندما يعجز القديم عن اجتثاثه في طور النشأة لا محالة بالغ مداه و حصول ذلك مناط بعوامل الوقت و جدية الجديد و وفائه و اخلاصه لمبادئه و واقعية أهدافه و قدرته على اقناع من يستشرف الأفول من ذلك القديم ، أنظر كم هو غض و ضعيف جنين حبة الذرة عندما يرتوي بالماء و فوقه ترقد صخرة صلبة فبمجرد أن يميل قليلا و يفادى الصدام المباشر معها عند ذات النقطة فإنه يخرج إلى فضاء الله الرحب حيث الشمس و الهواء و يظل ينمو وينمو حتى يؤتي أكله . الاصلاح الثقافي و الاجتماعي هو جنين حبة الذرة يرويه الشعور بالحاجة و السعي الدؤوب إلى التغيير ، أما الصخرة فهي الثقافة البالية التي تنتظم في سياق معين و تحمي نفسها برش مبيدات تستهدف أي نسق يحاول الخروج على نواميس و قوانين ذلك السياق . (( رحمة الله و غفرانه للدكتور الأديب محمد ولد عبدي )) مؤلف السياق و الانساق في الثقافة الموريتانية ( الشعر نموذجا ) تذكرته و أنا أسرق تلك العبارات ))


السبت، 7 مايو 2016

" تلدغ العقرب و تصيئ "




أحمد أرجيل

بادئ ذي بدء أود أن أنوه بالاعتذار الذي قدمه " محمد علي أخيار أنتاجو " عن منشوره الذي تحدث فيه عن تكاثر الحراطين خارج الاطار الشرعي و إلى انقطاع أنسابهم بعد الجد الأول و تحدى كل نخبهم و مثقفيهم أن يذكر أي منهم الأب الثالث من سلسلة نسبه في مقابل تسلسل نسب البيظان و خلوه ـ بالمطلق ـ من شوائب الفرية و اللقيطة ، كما أود أن أؤكد أن هذا التعقيب ليس نكئا للجراح و لا نبشا لما ردمه الرجل باعتذاره من إساءات . و رغم ذلك فمن السذاجة بمكان أن يثار هكذا موضوع يحمل ما يحمل من معاني التجريح و القدح و الانتقاص ثم تستطيع كلمتي " أسحب ، أعتذر " طيه و محو آثاره و كأن الناس الواح ذكية تستطيع أن تكتب فيها ما تشاء كما تشاء وقت ما تشاء ثم تمحوه بمساحة السحب و الاعتذار . كما أستعفيكم ( اطلب العفو ) من الاحالة العدائية للعنوان شكلا لكن مضمونها لا يعدو عندي الاستعارة و المجاز و تسمية الأفعال بمسمياتها .
ما أثاره المنشور ينبغي تناوله في إطار التدافع الثقافي و ذلك يستلزم التعاطي المستفيض الذي يُشَرِّحُ الظواهر تشريحا دقيقا يسبر غورها و يحاول النفاذ من محيطها الشكلي إلى عمقها المعنوي من خلال تمحيص أسبابها و تتبع انعكاساتها على الفرد و المجتمع لعل في ذلك ما يساهم في علاج الآثار السلبية لتلك الظواهر أو ما يشيع و يعزز الجوانب الايجابية لها ـ إن وجدت ـ .
ما كنت لأتوقف عند هذا المنشور لو كان رأيا لصاحبه ـ بغض النظر عن صوابيته من خطئه ـ و لكنت اعتبرته نوعا من  التمترس في ما تبقى من معاقل التمنع و الوهم التي لا تفتأ تتهاوى تحت ضربات الوعي المتزايد بضرورة التغير في الثقافة و السلوك، إلا أن كل ذلك أباه علي ما اعتبرته توظيفا غير مسئول و غير مبرر و غير منصف لحالة تاريخية فرضها واقع مرير بأيد لا ترحم قاهرة لجعل الضحية تتقوقع على نفسها و تحتجب بغيوم عار مفروض دفعت إليه دفعا بفعل الجشع و الاستزادة في الثروة و المنعة ، و اجترارا لماض كان فيه الحرطاني ( العبد ) مفعولا به مجرورا و مدفوعا إلى حيث لا يريد لو كان يعيش في ظروف عادية رغم الطاعة العمياء و الانقياد المطلق رغبة أو رهبة ، و كأن هذا الاجترار يستعير معنى بيت جرير التميمي (( فغض الطرف إنك من نمير @@ فلا كعبا بلغت و لا كلابا )) .
لا شك أن مسألة الانبتات في الصلة بين الطارف و التليد أو بين السلف و الخلف من الآباء و الأبناء كانت صحيحة إلا أن هذا المنحى بالذات يتطلب الاجابة عن سؤال كبير مركزي يجمع شتات هذه المعمعة كلها: ماهي العوامل المنتجة و المؤثرة و الحامية للقيم و الفضائل التي تحكم سلوك الناس و توجهها ؟ القيم مجموعة من القواعد و المبادئ تواضع مجتمع ما على فضليتها و مثاليتها فأتخذها مرتكزا لسلوكه و معيارا لقياس مدى تمسك هذه السلوك بالأخلاق و الفضيلة ،يجازي و يعاقب وفق موقع الفعل منها قربا أو بعدا .
منها ما هو إنساني كالزواج  ـ مثلا لا حصرا ـ بكل صيغه و التي تختلف من شعب إلى شعب أو من ثقافة إلى ثقافة و هو مؤسسة الانجاب الشرعية الوحيدة و الأساس الأخلاقي الأول للتكاثر و خلق المجتمعات التي تحكمها وشائج القربى و تداخل الدماء و و الأنساب و المتجانسة المؤمنة ـ عادة ـ بنفس القيم و الساعية لإشاعتها فيما بينها و حمايتها من الغزو الخارجي أو الخروج عليها من الداخل ، هذا الواقع و ذاك الترابط يلجمان جماح الفرد و إندفاعه في التصرف بنفسه خلافا لما قام الدليل على خضوعه لتلك القيم التي تقوم على توجيه السلوك و تزكيتها و الوصاية عليها . كان هذا المعطى متوفرا لكل شرائح المجتمع في الماضي ما عدا شريحة الحراطين فقد كان يحول الانتقال المستمر بين الاسياد و القبائل ـ بيعا أو هبة أو نذرا إلى غير ذلك من صيغ التنازل و التملك ـ دون تشكيلها لتلك الكتلة المترابطة التي يفرض حضورها في ذهن الفرد الانصياع لإرادتها و ما تملي عليه ـ بفعل الترابط العضوي ـ من توجيه السلوك وفقا لمنظومتها القيمية .
فلكم أن تتخيلوا أدباي ( حي العبيد ) يتبع لحي أو لقبيلة أو جهة و هو في حقيقته فسيفساء منها ما ينتمي إلى خارج حدود الاقليم و لا يربطه من الصلات غير الانتماء لنير العبودية لهذه الجهة أو ذلك الحي أو تلك القبيلة ، فهل يعقل أن تكون عورة فرد منه معبرة عن عورات بقيته في نظرهم ؟ عامل آخر من عوامل الايمان بالقيم و حافز كبير على حمايتها و هو عامل العلم و المعرفة و الذي يستقي منه الانسان السمو و الرفعة و الاخلاق باعتبارها تمثل إرادة الله سبحانه و تعالى فهل كان هذا العامل متوفر لهذه الطبقة و من المسئول عن ذلك ؟ عامل آخر من عوامل الانبتات و القطيعة في النسب و هو بيع الأمة أو سبيها بلا حرب و لا هم يحزنون و هي حامل فتنجب عند المالك  ـ المتملك على الأصح ـ فيكون المنجب دعيا لا يعرف له أب و لا عشيرة ، فلا دعوة الابن لأبيه التي ندب إليها الحق سبحانه و تعالى تعني الناس في هذه الحالة و لا الأخوة في الدين ـ التي توجب صون الكرامة ـ و التي هي بديلة في حال تعذر معرفة الأصل و النسب تعني أحدا هنا بقدر ما يعنيه أن يوجد ميزة لذلك الكائن يتعرف من خلالها أنه المعني بالأوامر و النواهي الواردة إليه .فعلى من يقع هذا المأخذ ؟
أخيرا في هذا المحور لكم أن تتخيلوا عذراء حين برز نهداها غضة طرية غرة لم تميز بعد خيرا من شر ما يعني أنها عجينة طيعة قابلة للتشكل في أي قالب ، متدفقة حيوية و نشاطا و تعج بالغريزة التي هي دليل استواء ينفي الشذوذ و يؤكد انتظام السلوك في طبيعة الاشياء ، تمشي مستعرضة ما حباها الله به من فتنة تغوي أكثر الرهبان رهبانية على مرأى و مسمع من الجميع بل وبمباركة من الجل إن لم نقل الكل ، ترميها الأقدار في واقع لا تحكمه نخوة و لا علم بالله لله ، فهل تتوقعون منها أن تكون مريم العذراء عليها السلام نقاء و طهرا ، أم هل تتوقعون منها أن تدأب على توزيع المتعة في الغدو و الرواح و لا يكون هناك أثر أو ثمرة لذلك التوزيع يتمثل في جيش عرمرم من البنين و البنات ؟ .
خلاصة القول أن ما ذهب إليه ول أخيار أنتاجو لا يخلو من حقيقة لكن من المسئول عن تلك الحقيقة ، و من الذي يجلله عارها ؟
لا تنكس رأسك أيها الحرطاني أيها الحرطاني لأن أمك تعلمت أنها تستطيع أن تأخذ من متع الحياة الجسدية ما تهرب به من شظف العيش و قسوته ، و من أقصر طريق يوفر عليها تعقيدات زواج لن تجده بمفهومها هي  للزواج و إن وجدت فارس أحلامها لا تأمن تغييبه عنها بيعا أو هبة ، فمارست المتاح فأنجبتك دعيا سائبا ، لن يضرك ذنب لم تشترك فيه و قد أثبت هذا الزمن أن الطهارة ليست حكرا على لون كما القذارة و كما البلادة و الذكاء و هلم جرا . (( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسئلون عما كانوا يعملون )) البقرة الآية 134  




        

الأربعاء، 9 مارس 2016


أحمد ولد أرجيل

لـَــيْدِينْ ؤلَاهُـ بِالتَّــصْفَـــــــاكْ @ كَـــانْ أتْسَنَّـــدْ مُــورِتَـــــانِ
شَغْــلْ أجْمَاعَ ينــاس أتْفَـاكْ @ رِيــشْ أبَــــدِيهْ ؤذَ عَـــــــانِ
وَ لَّادَمْ كَــايِلْ عَــنُّو شِيــــــخْ @ أخــيرْ أمْنَ النَّــــاسْ ؤشَرْنِيخْ
وَ ثَــنَّ فَالـدَّرْجَ وَ0\ظ التْشِّيــــــخْ @ وَ الْـــغَلْظْ ؤلَاهُ سِيَّـــــانِ 
هُــوَ وَ أيَّـــاهَمْ وَ التَّـــــــــارِيـخْ @شَـــاهَدْ لُوعـَـــنُّو فَــوْكَانِ
يَــخَيْ التَّارِيـــخْ أتْــوَارِيـــــخْ @ كَـــــلْ أمْـــنَادَمْ فِـــيهْ إكَــانِ
وَ حْــطِبْ لَيْلْ أمَّتْمَتْ وَ رْمِيـخْ @ يَــلَّالَكْ حَــــــتَّ يَــــــــــلْفَانِ
مَعُــودَكْ لَافَخْ فِيكْ الْفِــــيخْ  @ ابْـــلِـــــــيسْ ؤ وَاسَ شِ ثَانِ
وَ أبَّــــاشْ إتَمْ أشْنَاكْ أمْخِيخْ @ فَالــنَّاسْ ؤلَانَــــــكْ تَحْــــتَانِ
وَ أبَّـــاشْ إدُومْ أعْلِيكْ أمْلَسْ @ عِــرْضَكْ وَ خْـلَاكَكْ مَــا تَمْتَسْ
الْخَـــطَّكْ لَا تَتْخَـــطَّ عَــسْ @ وَ الْخَــــطْ أفْــطَــنُّو بَــــــرَّانِ
وَ أتْعَالَ عَجْلَانْ أبْلَا حَــسْ @ عَاطِي بِالْجَهْدْ الْعَـــــــــلْـــوَانِ
لَيْدِيـــنْ ؤلَاهُـ بالتَّــصْــفَاكْ @ كَـــانْ أتْــــــــسَنَّدْ مُورِتَــــــانِ
شَغْل أجْمَاعَ يَالنَّاسْ أتْفَاكْ @ رِيــشْ أبَــــدِيهْ ؤ ذَ عَــــــــــانِ
وَ لَّادِمْ عَنْدُو مَشْكِــــيــــلَ @ ولــلَّ مَطْلَبْ لُو تَـــــصِيـــــــــلَ
بالْــمَاضِ وَ الـظُّلْمْ الشَّيلَ @ مَحْـتَاجَــــالَكْ مُورِتَــــــــــــــانِ
تَرْكَــبْ لَلْمَطْلَبْ فَضِيــــلَ @ وَ الْخِطَــابْ إعُـــــودْ أمْــــــكَانِ
وَ الْحَـكْ الْجَــابَتْ رَذِيــلَ @ هُـوَ وَ الْبَاطَلْ سِــــــــــــــــــيَّانِ
 زَيْنَ فِيـكْ الشَّيْلَ فِــــيلَ @ مُــورِتَـــانِ جَــــاتْ أتْـــــــــحَانِ
لَيْدِينْ ؤ لَاهُـ بالتَّصْفَـــــاكْ  @ كَانْ أتْــــسَنَّدْ مُــــورِتَــــــــــانِ 
شَغْلْ أجْمَاعَ يَالنَّاسْ أتْفَاكْ @ رِيشْ أبَــــــدِيهْ ؤ ذَ عَــــــــــانِ  

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

أعذروا صالحا فكل من جاء بعد الشاذلي غرق في بحره كما وكيفا .


أحمد الرجيل


عندما يطرق سمعك عنوان ( شاهد على العصر ) بصوت أحمد منصور الندي و لغته القوية المؤثرة تأخذك الذاكرة سريعا في رحلة عبر الزمن لتحطك هناك حيث سجلت الحلقات الذهبية منه في الزمن الذهبي للجزيرة مع الفريق أول سعد الدين الشاذلي ( رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية ) الاسبق و المهندس و المنفذ لحرب 73 فيتضخم أملك في الشهادة و يكبر طمعك في المعلومة و التاريخ بلغة جميلة تأسر عشاق سيبويه و مفتونيه جنبا الى جنب مع مرتادي روض التاريخ و صحاريه فتستعيد معه ذكرياته في سرد ممتع و تحليل عميق بعد أن شاء الله له أن يشاهد آثار و تبعات الأحداث التي صنعها أو شارك في صناعتها من زاوية المشاهد و بعين الرقيب ، ذكريات رجل و إن كان من رجال الدكتاتوريات التي جثمت على الواقع العربي و ما زالت إلا أنه كان متميزا كضابط محارب أثبت مهنيته و إيمانه العميق بتخصصه و تفانيه و إضطلاعه عن جدارة بالدور المنوط به إضافة الى كونه عنصرا فاعلا في ما شهدته منطقة الشرق الأوسط من أحداث في مرحلة من أدق و أصعب مراحلها كانت لتغير حالها غير هذه لو كان المستوى السياسي على مستوى تضحية و كفاءة العسكريين أمثال الفريق سعد الدين . ( أنصح بقراءة مذكرات الرجل لمن لم يقرأها ) .
و كان لإيمان الرجل بقدرة الجندي العربي على البلاء الحسن و العطاء الجزيل في المعركة اذا ما توفرت له فرصة العمل تحت قيادة مؤمنة واعية فاعلة و مبادرة ، أقول كان له عظيم الأثر على مجريات حرب 73 أو حرب العبور ( حرب التحريك لا التحرير عند المستوى السياسي ) .
هناك جملة من من الاعتبارات تضافرت لتكسب شهادة الرجل تلك الاهمية لم تتوافر مجتمعة - برأئي - لغيره ممن سجلوا شهاداتهم بمن فيهم الرائد السابق صالح - مع احترامي لهم - من هذه الاعتبارات ثقل مصر و وزنها على الساحتين الإقليمية و الدولية و موقع الرجل على رأس جيش من أهم الجيوش في المنطقة يوم ذاك و حتى الآن ، الاهمية و المركزية العالمية لمنطقة الشرق الاوسط و مرور و إرتباط الكثير من المصالح الدولية بها ، مركزية الصراع العربي الاسرائيلي و تأثيره على السياسات الدولية ، الأثر الذي خلفه الإنتصار الجزئي أثر بارز بإنعاشه للآمال العربية في إمكانية العيش و النجاح و جسر الهوة بين ضعف الحال و قوة العدو التي كانت توحي بمحالية غير الخضوع له ، كما أن للتناغب العجيب بين السرد المستفيض الشيق و التحليل العميق لها -حتى لكأنك تعيشها الساعة روحا و مادة فتحبس أنفاسك و أنت تتشرب عبا ذلك التوثيق التاريخي من شاهد شاهد الحدث بكل تفاصيله و تجلياته و خبرها قربا و إحتكاكا .
كل ذلك جعل شهادات الذين أتوا بعده ـ مع كامل الاحترام ـ تبدو محجمة حد التقزيم ـ بما فيهم الرائد صالح ولد حننه ما لم يفجر مفاجأة في ما تبقى من حلقات و هو إحتمال مستبعد لا تزكيه أو تقويه الظروف التي عايشها عسكريا و مدنيا مرورا بمحاولته الانقلابية التي لم يكتب لها النجاح ـ و لا يعني ذلك نفي الأهمية عن تلك الشهادات التي تم تسجيلها بعد شهادة الشاذلي، بل كانت هناك شهادات من العيار الثقيل على تفاوت بينها في ذلك ملحوظ كشهادة نائب الرئيس المصري الأسبق حسين الشافعي صاحب الشخصية القوية الذي أستطاع أن يلجم تغول أحمد منصور و هيمنته على ضيوفه و سيطرته الدائمة على مسارات الحوار و توجيه أجوبتهم ببراعة إلى حيث لا يريدون  ، و كشهادة المغربي محمد المرزوقي الطالب بمدرسة الضباط  و التي تستمد قيمتها من تراجيديتها و مأساويتها لفتيان أغرار لم يتخرج بعضهم بعد سيقوا بأوامر فوقية بلا علم و لا إرادة إلى صراع الكراسي  لتنهي تلك الأوامر آمالهم قبل بدايتها و تطوح أحلامهم و ترمي بهم إلى غياهب " تازمامارت " النموذج المصغر لبقية السجون و الزبانية في العالم الثالث و ما تكشفه تلك السجون من كفر بواح بأبسط الحقوق و الأخلاق الانسانية.                                                                                          فما الذي تبقى للرائد شاهدا يجعل من شهادته صوتا غير نشاز و يضمن لها الحد المعقول من التناغم مع قيمة و حجم تلك الشهادات ؟ يبدو أن نموذجي الشاذلي و الشافعي تأبيا عليه فهل يستطيع أن يجاري المرزوقي في صراحته و جرأته التي كشفت تلك الفظاعات التي حصلت في المغرب الشقيق و الجار خصوصا ان حقبة التسعينات عندنا مليئة بالاسئلة المعلقة التي تحتاج إلى أجوبة  شافية ، و حبلى بالأسرارالتي تبحث عن ساحر أو خبير يفك طلاسمها ؟ كما أن محاولته الانقلابية يكتنفها الكثير من الغموض حول عدد الضحايا و من قتل ولد انجيان قائد الاركان ولماذا يتم التركيز عليه وحده دون بقية الضحايا إذا كان هناك ضحايا غيره ؟ صحيح أن الرجل كان يخدم ! في موقع مهم لكنه عليه رحمة الله كان يتقاضا بالمقابل ما يناسب تلك الرتبة و ذلك الموقع علما أن من هم في رتبه كانوا يأكلون أخضر البلد و يابسه . وعما تردد وقتها بلا دليل عن عملية نهب واسعة نفذها فرسان التغيير للبنك المركزي تحسبا لفشل المحاولة ؟                                                                                                                                                                                                        مما لاشك فيه أن لدى الرائد ما يقوله إذا قرر ذلك بتجرد . لكن السؤال يبقى مشروعا عما إذا كان بمقدوره أن يوظف شجاعته التي التي يفتأ موالوه يمجدونه بها في الدفع بالحقيقة عن تلك المرحلة الأشد و جعا من تاريخ البلد إلى السطح و إعتماد السرد المستفيض المسنود بالدليل المادي المنتزع من الواقع قبل و بعد المحاولة  بدل التحليل و التفسير الذي يحتمل أكثر من وجه أم أن سيف مصلحة البلد المصلت على كل صادر و وارد من القول و فتاوى التكفير و الكفر بالوحدة الوطنية الجاهزة و الحائمة فوق الرؤوس سيخدران الرجل و يدفعانه إلى الهذيان بدل القول الفصل . ذلك ما سيعرفه من كتب الله له عمرا حتى نهاية شهادة الرجل .

السبت، 12 ديسمبر 2015

نفمبر دروس و عبر 1/2

أحمد أرجيل

نستقبل كل سنة الثامن و العشرين من نفمبر بذات المشاعر من الآلام و الآمال التي استقبلناه و ودعناه بها السنة الماضية و كأن مراكب المسايرة الطبيعية للزمن و حركة التاريخ قد تعطلت بنا في ذات المكان من الزمان فتوقفت الحركة و ساد الجمود حتى أكمل العام دورته و جاء نفمبر مرة أخرى يتمايل متبخترا يتهادى على أشلاء الآمال الخائبة الميتة كمدا و المنتحرة يأسا و قنوطا ليجدنا كما نحن لا تغيُّر و لا تجدُّد لا في الشكل و لا في الجوهر اللهم إلا فنونا جديدة قديمة مستحكمة في النفوس من الاتكاء و الاتكال على قديم كان متواضعا ـ في معظمه ـ أيامه قياسا و مقارنة بالتجارب الإقليمية و الدولية و لم يعد مجديا البتة في أيامنا هذه .
خمسة و خمسون عاما مضت منذ رحيل المحتل ـ غير مأسوف عليه ـ و لا تزال البلاد في مؤخرة المؤخرة رغم كثرة الموارد و وفرة أسباب التقدم من ثروات طبيعية و حيوانية و أراض صالحة للزراعة إضافة إلى قلة تعداد السكان ما يسمح بتوفير فائض معتبر من هذه الثروة يمكِّن من إقامة المنشآت الحيوية و الصروح التعليمية و الخدمية على بنى تحتية كاملة متكاملة تجعل من المطار و ما شاكله مشاريع تنموية واعدة و واجهات جمالية على العالم الخارجي تغري أرباب الذوق و أباطرة المال و ليست محاولة يائسة لامتصاص و جسر الهوة بين المهدور و المنجز بالقفز غير المتقن من القاع إلى القمة و لا هروبا من الواقع الأليم إلى سراب الأماني و أحلام اليقظة .
خمسة و خمسون عاما و مازال البلاد تئن تحت وطأة الهموم تتقاسمها و تتوزعها الاحتياجات الأمنية و المعيشية و التصدعات الاجتماعية ينضاف إليها ألم الحسرة و الشعور بالعجز عن مواكبة التطورات المتلاحقة و السرعة التي يسير بها العالم في رحلته الأبدية نحو الرقي و الكمال ، فلا تجد المسكينة بدا من اللهاث خلف الركب بالة صداها بالدموع رغم وفرة الينابيع و مماطلة السغب و الجوع بلعق الجراح البليغة النازفة رغم كثرة المآدب و مواطن الرعي ، و راسمة رغم كل ذلك على محياها بسمة تحاول بها سرقة بعض الفرح من براثن الأحزان و عبوس الواقع و نكده لتبعث به أملا في الحياة من جديد .
من رحم الفوضى و السيبة و التحرر المطلق من كل قيود النظام و الانضباط و الخضوع لقوانين الجماعة و مصلحتها ولدت موريتانيا ولادة قيصرية أو بالأحرى قُدَّت الدولة قَدًا من جلاميد مفاهيم عصية على الترويض و التكييف مع متطلبات المدنية و الحداثة و لعل السبب في ذلك الاستعصاء عائد في جزء كبير منه إلى " الخديجية " و عدم الاكتمال في المرحلة الجنينية فلربما كنا بحاجة إلى عقد آخر أو عقدين من الاحتلال يتخلله او يتخللهما المزيد من تحطيم الشخصية و الثقافة البدويتين لصالح بناء الشخصية و الثقافة المدنيتين مسايرة لمعنى التحول الذي ولجته البلاد حتى تتجذر و تنضج فكرة الدولة الوطنية على حساب النظم القبلية البدوية المسيطرة على الوجدان و المعتمدة على مغازلة العواطف و المتشبثة بتراتبية العرف و  اعتباراته و منازله المزيفة المسيجة .                                                           
لقد أثبتت الوقائع التي تلت قيام الدولة أننا لم نكن جاهزين لتطويرها و المحافظة عليها فقد ظل النفوذ القبلي طاغيا و مفهوم الدولة مغيبا كأبرز أدلة الخديجية التي أشرت إليها سابقا كما يبدو ذلك جليا في حالة السقوط و حال التيه التي تردت فيها البلاد عندما أطاح الضباط بالحكومة المدنية و لم تستطع النخب حتى الآن اعادة القطار إلى الجادة رغم معرفة الجميع اليقينية أن البلد يسير حثيثا نحو الهاوية ، كما أن الخوف على المكاسب التي كانت تحقق باسم القبيلة يتنافى مع القناعة بالدولة و دورها .

خمسة و خمسون عاما من الاستهلاك المسرف لتجارب الآخرين و دون منتج محلي يأخذ في الحسبان خصوصية البلد و تنوعه و دون القراءات النقدية التحليلية الجادة و النتيجة هوة سحيقة بين الواقع و الممكن تحتم علينا مراجعة حقيقية شاملة لكل ما هو قائم و تحاول الاجابة عن الاسئلة التالية : .                                                                             يتواصل .......     

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

ما هكذا تؤكل الكتف !!!

أحمد الرجيل

من فضل الله و منه أن كل آباء الموريتانيين أبطال و مقاومون و كلهم حدث و يحدث عن صولاته وجولاته وهذه الثلاثة ملايين أعتقد أنها منحدرة من مليوني مقاوم حمل السلاح و جاهد العدو و كل يوم يخرج لنا أحد هؤلاء ليضع جوهرة كفاحه في سلك سبحاتنا حتى تكتمل حباتها و حتى يسبح بحمده المتأخرون منا وردا واجبا و آخر من أماط اللثام عن إسهاماته في تلك الجهود الخالدة  كان جد جدي الذي زارني البارحة و أنا بين النائم و اليقظان و حدثني عن اشتراكه في معركة ( ذيكي وينها ) و كيف أستطاع هو و المقاومون القلائل أن ينزلوا بالعدو خسائر فادحة و كيف أستطاع هو بحركة طرزانية أن  يجندل قائد الفيلق المعادي و كان رحمه الله غاضبا على ما قال إنه ظلم وتجاهل ممن كتب التاريخ و أكد عليه رحمة الله أنه لن يهدأ في قبره ما لم ينصف هو و زملاؤه و تخلد معركة ( ذيكي وينهي ) بشارع أو مستشفى أو مرفأ و كان ( يتنافظ و يشاير إلين شكيت عن جنحيه لاهي إطيحو ماهو فالو ) و يضرب بيديه و رجليه حافات القبر محدثا ارتجاجا قويا خشيت أن يحدث زلزالا يرفع مد أمواج البحر فلا يبقي منا و لا يذر .

كان واضحا عليه ـ رحمه الله ـ عدم الاكتراث لصرخات الصغار الذين يتضورون جوعا بعد أن عدت البارحة صفر اليدين مستترا بالظلام عن ( مُولَ الْفُورْ و مول البتيك ) الذين يتربصان بي بعد أن تعثرت في سدادهما أشهرا عديدة و نجحت في الافلات منهما بالرجوع متأخر و الهروب مبكرا حفاظا على ما بقي لي من ماء وجه بعد أن أهدر الكثير منه تصبب العرق من الركض خلف سراب طلب العيش بل قد عدت مستترا عنهم هم حتى لا يروا في عيني الدموع و الذل و الانكسار فقلت له مستدرا عذره و مشفقا على نفسي يا والدي ألا ترى ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على من كتب التاريخ ؟ ألا ترى ـ يا رحمك الله ـ هذه البطون الجائعة و هذه الأفواه المفتوحة الباكية ؟ ألا ترى أن الأولى أن تكون معركتي مع لقمة العيش الشحيحة حتى لا يتدنس اسمك المقدس عندما يجبر الجوع أحد هؤلاء الصغار على السرقة أو احتراف القتل ارتزاقا ويسجل في محاضر الشرطة (( هذه سوأة مجهول بن منكور بن ما ريناه بن ( هيان بن بيان الذي هو أنت ) . )) ؟؟؟ فرد في غلظة متناهية : ليس بمارو و الحم و امبورو وحده يحيى الانسان . فطرت للوهلة الأولى فرحا بوجود شيء آخر يمنح الحياة غير هذه الأشياء التي أرهقني طلابها فأنا كل همي البقاء على قيد الحياة أما التطور و مبارحة المكان و مسايرة العالم رقيا و تقدما فهي أشياء لا أسمع عنها يقظا و لا تزورني في نومي حلما قبل أن أستحضر أنه يعني حياة أخرى غير التي أنا فيها و التي قد لا تتوفر لي أسبابها فليس من المتوقع أن تستعمرنا إمبراطورية الصومال التوسعية ليتاح شرف الجهاد من جديد و تتكرر لنا معركة ( ذيكي وينهي ) حتى ننال منازل الشهداء و حتى لو فرضنا أن المستعمر حل و احتل فلن يكون ذلك مبررا للكفاح و لا المقاومة من اجل الحرية لأن المقاومة أصبحت إرهابا و أصبح الاحتلال محاربة للإرهاب . الحياة التي يعني المرحوم حياة الشهداء قال تعالى : (( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) )) ال عمران . و عرفت أن سبب لا مبالاته يكمن في كونه كفي مؤونته كشهيد فقر و أطمأن أما أنا فأعلم أن موتي إن كان برصاصة فستكون رصاصة حارس إحدى عمائر الميسورين عندما أقرر أخيرا السطو عليها بعد أن أستنفد كل الطرق الشريفة بلا جدى .                                                           

الأحد، 15 نوفمبر 2015

نحن صناع الارهاب


أحمد الرجيل
صناعة الارهاب عمل دأبنا جميعا على ممارسته عمدا أو خطئا يستوي في ذلك من من أطر الارهابيين فكريا و أخلاقيا و من برر الارهاب قياسا و من أدانه إنتقاء فلا يزايد أحد على أحد فكلنا وضع لبنة في ذلك المجسم المقيت ، من يدين الارهاب بإنتقائية هو من صناع الارهاب ، و من يستعظم إرهابا و يسترخص آخر هو من صناع الارهاب  تماما كما الممول المؤطر و المنسق و المرشد الروحي .
تغنوا ما شئتم بفرنسا و أبكوا ضحايا الارهاب فيها و ضعوا أعلامها قبلة  إليها تتجهون من حيث خرجتم وستظل فرنسا بلدا إستعماريا أجرم في حق الكثير من الشعوب فأزهق ملايين الأرواح و نهب الكثيرة من الثروات و عندما قرر الرحيل ترك الكثير مما يدان و يعاب عليه و ما يمكن أن  يديم العداء قرونا ، و كان حاضرا في معظم الكوارث التي حلت و تحل القارة الافريقية كما هو الحال مع بقية دوائر نقوذه الاخرى في بقية القارات .
اسمحوا لنا نحن ايضا أن نضع ما نريد من أعلام و أن نتحسس أوجاع  من نريد و أن نشارك صور حفلات الشواء التي أقبمت في الهواء الطلق لأطفال و أمهات و عجائز الروهنكا و صور أشلاء الفلسطينيين . اسمحوا لنا بذلك فنحن و أنتم مغلوبون و مقهورون مهدورون و عبيد عواطفنا تحركنا الانفعالات بعيدا عن فيزياء العقل و سبيله الرشيدة . سنقبلكم أصواتا نشازا جديرة بالاحترام بيننا كما تقبل فرنسا ذوي الحس الانسان فيها الذين يهتمون بالانسان و حقوقه وفق النواميس و الأخلاق الانسانية لا على أساس المعادلات السياسية و المصلحية و تعدهم أصواتا نشازا لكنهم يثبتون لها تنوعا ما فتئت تدعيه و تتشدق به كما تبرهن بوجودهم على ديمقراطيتها القشرية و هذا القبول يستوجب منكم ـ كأخيار ـ أن تقبلونا و تقبلوا شرنا كما يقبل أولئك الخيرون شر فرنسا و إن فرضت عليهم الحال أن يرفضوه رفضوه هونا و بتعقل .
أخيرا يحتاج تبادل القبول هذا الكثير من التفاعلات الذاتية ذلك أننا و إياكم نخلط كل شيء بكل شيء نخلط الدين بالعادة و الواقع بالأمنية وكل حادث عارض أو منهجي بالمبدإ كما نخلط الإختلاف في الرأي بالعداوة خلطا عجينيا لا يسمح بسل أحدهما من الآخر .
                 كان الله في عوننا و عونكم ما أتعسنا جميعا

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More