السبت، 27 ديسمبر 2014

حفل زفاف أم خنجر في الخاصر ؟؟؟



كان يمكن لمشهد إبنة الرئيس و هي محمولة على أعناق الرجال في طقس غاية في الغرابة عن بلدنا و مروثه الثقافي و الاجتماعي أن يمر مرور الكرام لو كان مشهدا دراميا يحكي حادثة تاريخية أو ملحمة شعبية تنتمي إلى عصر من العصورالخالية و كان الظرف الزمني مواتيا من حيث اكتمال التغيير الثقافي و ترسخ مفهوم المساوات ، و لكانت المقاربة السليمة تقتضي وضعه في السياق التاريخي الذي تستعيده الامم بين الفينة و الاخرى من أجل الافادة من إيجابياته ( التاريخ ) و الاعتبار من أخطائه و التحذير منها ، إلا أن ذلك لم بكن واردا ـ للأسف ـ فالمشهد كان حقيقيا دون مونتاج و جاء في وقت تموج فيه الساحة بالصراعات ذات العلاقة بشكله و بالرسالة التي أوصلها ـ و لو من باب الصدفة ـ دونما التباس و أخرجت النظرة إليه من دائرة الحرية الشخصية إلى آفاق المناكفات العامة ، و وضعته في مقام القادح بقوةعلى زناد اختلالات الفوارق الطبقية و المادية و تداعياتها ، وتعاضد على ترسيخ ذلك الشعور ما ولده شكل و لون حاملي العروس ، و المبالغ الطائلة التي صرفت على الحفل في الوقت الذي ينشد معظم المواطنين مؤونة ليلة أو نهار خصصا عندما نقارن ذلك بتصرفات قادة دول أحسن منا حالا و أوسع حيلة و أوفر أسباب عيش . قد يقول لي قائل (( إن الرئيس لم يتزوج و إنما إبنته )) فأقول له (( إنما هي درة عمر جعلتها على صلعة عمرو لسبب يعرفه الفقراء )) . و قدر الشخصيات العامة أن  يخضع كل فعل تقوم به أو قول يصدر عنها لدوامة من التأويل و تأويل التأويل و أن لا يركن في ذلك إلى فرضية حسن النية الذي يلتمس به العذر للناس العاديين و لذلك فإني أعتقد أن الامر يستحق الادانة .  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More