السبت، 11 يناير 2014

الاساءة إلى الرسول : بين التبرير و الانفلات


أحمد الرجيل

بين التبرير و ما ينطوي عليه من المشاركة في الوزر و تحمل تبعة و إثم الاقتراف ، و بين التهويل و المبالغة في ردة الفعل و التي وصلت عند البعض حد الدفع الجزيل لمن يأتي برأس كاتب ( الدين والتدين ولمعلمين ) توزعت التدوينات هذا الأسبوع على صفحات التواصل الاجتماعي وهو أمر يحمل من الخطر ما لا يقل عما تحمله الاساءة إلى الرسول صلى الله عليه و سلم في المقال المذكور . و بالرغم من الادانة الشديدة للمقال فان البت فيه جزائيا يبقى  لجهة واحدة و هي الدولة متمثلة في السلطات التنفيذية  ، و يظل واجبنا  كمسلمين و كموريتانيين قيم بهذا الجرم بينا أن ندينه و نعبر عن ذلك بشكل سلمي و أن نقف عند ذلك الحد، ونحترم لكل صلاحيته و اختصاصه بما في ذلك السلطات . كما أن التطاول على مكون اجتماعي وطني  على إفتراض أن الكاتب ينتمي إليه أمر مرفوض و مدان و كذلك محاولة توظيف هذه الاساءة الدنيئة ضد مطالبه المشروعة و التي نختلف معه في بعض آلياته و وسائله إليها إلا أننا نتفق معه ـ من حيث المبدأ ـ عليها.      

من جهة أخرى لم يترك الرجل مجالا للتأويل فلغته كانت صريحة و قاطعة و تساؤلاته عن الأسس التي بنيت عليها مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم من مسائل متحدة في المنطلق و النتيجة لا تدعم ما ذهب إليه  البعض من افتراض لحسن نيته و إن كنت لا أجزم بسوئها , فحين يتكلم عن مسامحته لقريش رغم تكبيدها المسلمين خسائر بشرية و مادية فادحة و محاربتهم عقدا من الزمن , و استئصاله  بني قريظة لمجرد أنهم هموا بالأضرار  و لم يقع منهم ، و عن وحشي و هند و كيف أحتجب عن هذا و بش لتلك مستنتجا من ذلك التأثر بالبعد العشائري و تحكيم العاطفة وسيطرتها فيصبح من الصعب تبرئة النية لنا ـ على الاقل ـ و تبقى حقيقتها في علم الله تعالى . و جدير بالذكر هنا أن باب التوبة يظل مشرعا فضلا من الله و نعمة ، و أن هذه ليس دعوة لتجريد السيوف أو الألسنة عليه ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة حيث اورد أهل السير أنه أثناء تقسيم غنائم هوازن وثقيف   تقدم منه معترض لم تعجبه القسمة قائلا : (( إنك لم تعدل في هذه القسمة .. )) وهو ذو الخويصرة  كما أورد ابن الأثير الجزري في الكامل في التاريخ  و هي تصريح  بطغيان الظلم و الجور وغياب العدل  ـ حاشاه صلى الله عليه و سلم و عظم و مجد ـ حتى عرف الغضب في وجهه الشريف فقال :  (( من يعدل إذا لم أعدل )) ، وشد البعض مجاميع ثوبه حتى أضرت بعنقه و كان ذلك بحضور منهم أشد عليه غيرة منا اليوم ، فلم يقتل هذا و لم يمنع من العدل ذاك . ذلك هو النبي و ذلك خلقه ،  و أولئك هم أصحابه غيرة  ببصيرة في زمن الدين الحق و التدين الحق بلا " أمعلمين " و لا يحزنون . ندين من جديد الاساءة لنبينا كما ندين الدعوة إلى إقامة الحدود أو التعازير بيد الشعب او فرد منه مهما بلغ حبه للرسول فتلك مسؤولية الحكومة . و إن تولاها الشعب استحلنا غابة يتأول القوي منا كل قول ليهلك به نفس الضعيف و ماله

الخميس، 9 يناير 2014

التطاول على مقام النبوَّة بين كسْب الألباب وقطْع الرقاب

محمد بن المختار الشنقيطي
منذ حوالي ثمان سنين وصلتني بالإميل قصيدةٌ عن الهجرة النبوية كتبها باللغة الإنكليزية الشيخ حمزة يوسف. وهو -لمن لا يعرفه- داعية ومفكر إسلامي أميركي، دخل الإسلام في حوالي العشرين من عمره، ودرس على يد العلامة المرابط الحاج ولازمه سنين عدداً حتى تضلَّع على يديه في العلوم الإسلامية وفي اللغة العربية، ثم عاد إلى موطنه في ولاية كاليفورنيا الأميركية وأسَّس معهد الزيتونة الذي تحول مؤخرا إلى كلية الزيتونة للدراسات الإسلامية.

هزتني قصيدة الشيخ حمزة يوسف، لما فيها من صدق العاطفة الإيمانية، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فتجاسرْتُ على ترجمتها إلى اللغة العربية وإرسال الترجمة إليه. ولا أزال أذكر هذه الأبيات من صدر القصيدة المترجَمة:

أحسدُ الرمل على ما لثــَمَــــتْ    شفــتـــــاهُ من نـــثار القــَـــدمِ
والعناكــــيبَ على ما شيَّـــــدتْ    من بيوتٍ في أعـالي القممِ
أحسد المزن على ما ظلَّلـتْ     حبذا الـظـــلُّ بتلك الــدِّيَــــــــمِ
أنت يا مختارُ يا خير الورى     رحــمة الله لكـــــل الأمــــــــــــم
أنت ملءُ القلب مني لم تدعْ     قسمةً في القلب للمقتسم

وفي إحدى زياراتي لمدينة (سانتا كلارا) التي يقطن فيها الشيخ حمزة دعاني الشيخ الكريم دعوة كريمة في بيته، وأهداني ترجمته البديعة لقصيدة (البردة) إلى اللغة الانكليزية. ولفتَ نظري في تقديم الشيخ حمزة للكتاب قولُه إن كل ما سمعه من موسيقى الشرق والغرب لم يهزَّ وجدانَه كما هزَّه ترنُّم المرابط الحاج بأبيات البردة في السَّحَر. فامتلأ قلبي رهبة وعجباً من انتقال بذرة من محبة هذا النبي الكريم عبر المحيط، لتُزهر وتُثمر على مروج كاليفورنيا، وتتحول شعراً بديعا تصوغه عبقرية رجل أميركي وُلد ونشأ مسيحيا قبل أن يهديه الله للإسلام. فكم في هذا من آيات بينات على كرامة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومكانته العظيمة عند ربه.

وفي المقابل تذكرتُ كيف "صعِد النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّفا ذاتَ يومٍ، فقال: (يا صَباحاه). فاجتمَعَتْ إليه قريشٌ، قالوا: ما لَك؟ قال: (أرأيتُم لو أخبَرتُكم أنَّ العدُوَّ يُصَبِّحُكم أو يُمَسِّيكم، أما كنتُم تُصَدِّقونَني). قالوا: بلى، قال: (فإني نذيرٌ لكم بينَ يدَي عذابٍ شديدٍ). فقال أبو لَهَبٍ: تَبًّا لك ألهذا جمَعْتَنا؟ فأنزَل اللهُ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَب" (صحيح البخاري).

فكم من ملايين المسلمين رددوا (تبَّتْ يدا أبي لهب وتبَّ) طيلة أربعة عشر قرنا، تبكيتا من الله تعالى لذلك الفاجر الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم مستهزئا: "تبا لك ألهذا جمعتنا"؟!.  فلم يكن أبو لهب يدرك أن تلك الكلمة العابرة المسيئة لنبي الله صلى الله عليه وسلم ستتحول لعنة أبدية عليه يرددها الملايين، ويتعبدون بها قرآنا يتلى إلى يوم الدين. وفي ذلك ما فيه من كرامة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، ومن كبْتٍ ومهانة لمن يعاديه أو يؤذيه. ويكفي في ذلك قول الله عز وجل:" إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" (سورة الأحزاب، الآيتان 57-58). وليس من ريب أن من يطعن في رسول الله صلى الله عليه قد آذى الله ورسوله والمؤمنين.

إن محبة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم منحة من الله تعالى وتفضٌّلٌ محض، فمن أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا، ومن حُرمها فقد خسر خسرانا مبينا. وقد ينالها شاب من كاليفورنيا متحدِّر من أسرة مسيحية غير متدينة، ويُحرَمَها شاب من موريتانيا تربى في كنف أسرة مسلمة عميقة التدين. وهي منحة صُرفتْ عنها قلوب الجبارين والمستكبرين حتى الذين ربطتهم بالنبي الكريم أوثقُ عرى الأنساب، ونالتها قلوبٌ طيبة ونفوس فطرية لم تكن تربطها به أية رابطة أرضية. وما أبلغ ما وصف به الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي وقْع هذه الرحمة المهداة، وتفاوُتَ القلوب في تقبُّلها. قال ابن الجوزي: "هبَّت عواصفُ الأقدار‏، فخبَّ بحرُ التكليف، وتقلبتْ بيداءُ الوجود بساكني الأكوان، فانقلعتْ أطنابُ الأنساب، ووقعتْ خِيَمُ المتكبرين، فانقلب قصْرُ‏ قيصر، وتبدَّد شمل أبي طالب، ووهَى عمل‏ أبي جهل، ‏وانكسر جيش كسرى... فلما طلع الفجر، وركد البحر، إذا أبو طالب‏ غريقٌ في لُجَّة اليمِّ وسلمان‏ُ على ساحل السلام، والوليدُ بن المغيرة ‏يقْدُم قومَه في التيه‏ وصهيب‏ٌ قد قدم من قافلة الروم، وأبو جهل في رقْدة المخلّفة وبلال‏ٌ ينادي‏:‏ الصلاة خير من النوم‏" (ابن الجوزي: كتاب اللطائف).

تذكرتُ خواطر ابن الجوزي هذه وأنا أتابع من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم الجدل الدائر في موريتانيا حول المقال الرديء الذي كتبه أحد الشباب الأغرار، فتطاول فيه على مقام النبوة، وأبان عن جهل مركب للسيرة النبوية العطرة، وانجذابٍ بليدٍ إلى دعايات قومٍ أظلمتْ قلوبُهم وبصائرهم. ومن الجليِّ أن الغرَّ البليد الذي اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحيز العرقي والقبَلي يجهل تلك الملحمة العظيمة التي قادها ذلك النبي العظيم، فسقط فيها جبابرة الروم والفرس والعرب من غلاظ الأكباد المتكبرين: هرقل وأنوشروان وأبو جهل وأبو طالب والمغيرة.. وفاز فيها المستضعفون من ذوي السرائر النقية والنفوس الفطرية: سلمان وبلال وصهيب. 

على أن ما أفزعني أكثرَ هو انتشار هذه الظاهرة في بلدان إسلامية عدة. إذ أذكر اتصالا من شباب في المدينة المنورة منذ عامين تقريبا، طلبوا خلاله لقاء معي لنقاش بعض الأمور الفكرية، فتواعدتُ معهم المسجد النبوي الشريف، ولما أدينا الصلاة معا، ذهبنا إلى مقهى وبدأنا الحديث. فكانت المفاجأة أن صارحني بعض أولئك الشباب -الذين صلوا معي للتو بالمسجد النبوي- بأنهم ملحدون قد فقدوا الثقة في دينهم، ووجدتُ من خلال الحوار أنهم ضحايا شبُهاتٍ فكرية التقطوها دون سابق معرفة عميقة بالإسلام. كما لقيتُ شبابا في دول عربية أخرى يحملون نفس الأفكار الإلحادية رغم أنهم يعملون في مواقع قيادية بمؤسسات إسلامية!! لكنهم يتسترون على إلحادهم خضوعا لسلطان المجتمع. وحدثني الثقة عن امرأة شابة تقود مؤسسة إسلامية ضخمة صارحتْه بأنها لم تعد تؤمن بالإسلام دينا، فهي في حيرة من أمرها بسبب المفارقة الغريبة التي تعيشها: قيادية إسلامية ملحدة!!

ولقد وجدتُ من خلال احتكاكي بهذا النمط من الشباب في دول إسلامية عديدة أن إلحادهم واستهزاءهم بالدين ليس صادرا عن نية كيدية، ولا عداء متعمد للإسلام والمسلمين، وإنما هي ورطة حقيقية وقعوا فيها بسبب ضعف الحصانة الفكرية، وبؤس النظم التعليمية التي تعلموا الإسلام من خلالها، والجدب الأخلاقي والروحي الذي يطبع جل المجتمعات الإسلامية اليوم، والمظالم الاجتماعية التي تُجترَح باسم الإسلام فتزلزل القلوب الرخوة، وبريق الحضارة الغربية المتفلتة من ربقة الدين. وجل أولئك الشباب يبحثون عن اليقين والدين القويم، ويدركون الورطة التي هم فيها.

وبعد تفكير طويل في هذه الحالات التي واجهتني في أكثر من بلد وجدتُ أن الدواء الكافي والبلسم الشافي هو المنهاج النبوي في التعامل مع المرتدين والطاعنين في مقام النبوة، وهو منهاج يعتمد الإقناع لا الإكراه، ويتوخَّى الحكمة وينظر إلى المآلات. لكنه منهاج يكاد يتلاشى من حياة المسلمين اليوم بسبب طغيان ثقافة الإكراه في مجتمعاتنا على حساب ثقافة الإقناع، وفرْط ثقتنا في الشروح والحواشي الفقهية التي نبتتْ على ضفاف الوحي عبر التاريخ، فأصبحت حجبا بين الناس وبين الوحي.

إن الله تعالى –وهو الخبير بعباده- أخبرنا أن "لا إكراه في الدين" (سورة البقرة، الآية 256) وهي آية وردت بأعمِّ صيغ العموم في اللغة العربية، صيغة النكرة في سياق النفي والنهي. ففي الآية نهيٌ صريح عن الإكراه في الدين، وفيها إخبارٌ صحيح أن الإكراه لا يثمر دينا حقيقيا مقبولا عند الله تعالى وإنما يورث نفاقا ملتبسا بلبوس الدين، أما التدين الحق الخالص لله تعالى فهو التدين المنقوع في الحرية دون سلطة من الدولة أو سطوة من المجتمع: "فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص" (سورة الزمر، الآية 3).

وقد وجدتُ أبلغ مثال على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المرتدين والطاعنين في مقام النبوة حادثتان رواهما جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أولاهما "أنَّ أعرابيًّا بايَع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الإسلامِ، فأصاب الأعرابيَّ وعكٌ بالمدينةِ، فجاء الأعرابيُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ، أقِلْني بيْعَتي، فأبى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم جاءه فقال: أقِلْني بيعَتي، فأبى، ثم جاءه فقال :أقِلْني بيعَتي، فأبى، فخرَج الأعرابيُّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنما المدينةُ كالكيرِ، تَنفي خبَثَها، وتنصَعُ طيبَها" (صحيح البخاري). فهذا الحديث نص صريح في حالة ارتداد رجل عن الإسلام بعد أن بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم بأي عقوبة كانت، فهل يدَّعي مدع أنه أحرصُ على دين الله وأقومُ على حدود الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ومع ذلك وجد من الفقهاء من تنصل من دلالة هذا الحديث الصحيح الصريح في بابه، وتأوَّله تأويلات غريبة ادعوا فيها أن الأعرابي بايع على الهجرة لا على الإسلام، رغم نص الحديث صراحة أن بيعته التي استقال منها كانت "على الإسلامِ".

أما مثال الطعن في مقام النبوة فهو حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "أتى رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالجِعْرانَةِ مُنصرفَه من حُنَين، وفي ثوبِ بلالٍ فضةٌ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقبضُ منها يُعطى الناسَ، فقال: يا محمدُ اعدِلْ!  قال: ويلَك! ومن يعدِلُ إذا لم أكن أعدلُ؟ لقد خبت وخسِرت إن لم أكن أعدِل .فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعْني يا رسول الله فأقتلْ هذا المنافقَ. فقال: معاذَ الله أن يتحدَّثَ الناسُ أني أقتلُ أصحابي. إنَّ هذا وأصحابَه يقرأون القُرآنَ لا يُجاوزُ حناجِرَهم يَمرُقونَ منه كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّمِيَّةِ " (صحيح مسلم).

فهذا الحديث دليل صريح على أن عقوبة التطاول على مقام النبوة ليست حداًّ من حدود الله، وإنما هي مظهر من مظاهر السياسة الشرعية التي تخضع للظروف والملابسات وتحقيق المصالح الشرعية واعتبار المآلات. ولو كانت حداًّ من حدود الله لما تردد النبي صلى الله عليه وسلم في إنفاذها على هذا الأعرابي الجهول الذي طعن في مقام النبوة على رؤوس الأشهاد.

وفي ضوء الآية الكريمة والحديثين الشريفين أقترح على السلطة السياسية والقضائية في موريتانيا التعامل مع هذا الشاب المتطاول على مقام النبوة بمنطق السياسة الشرعية لا بمنطق الحدود، وأن تعامله معاملة المريض العليل القلب، المحروم من محبة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، فتحجزه في السجن أو في بيت أهله، وتزوده بكتب في السيرة النبوية العطرة، ثم تُوكِل إلى عالمٍ ثقة أمرَ الحوار معه وتعليمه قبسا من مشكاة النبوة كل يوم. فإن أراد الله به خيرا فسوف يرعوي ويتوب، وإلا فالله غني عنه ولا خير للمسلمين فيه. وأسوأ رسالة يوجهها المسلمون اليوم إلى العالم اليوم –من منظور السياسة الشرعية- هي قتل المرتد أو المتطاول على مقام النبوة، لما في ذلك من الإيحاء بأن الناس متمسكون بالإسلام خوفا من قطع رقابهم، لا اقتناعا بأنه دين الحق. فالحرص على صورة الإسلام النقية هي التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يتسامح مع المنافقين والمرجفين والطاعنين، وهي غاية شرعية لا تزال وستظل قائمة.

أما المتحمسون الداعون إلى قطع الرقاب فإني أقدِّر حماستهم الإسلامية ومشاعرهم الإيمانية، وحُقَّ لهم ولنا الغضب لله ولرسوله. لكني أذكِّرهم بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أكثر حماسا منا ومنهم، وكان أشدَّ على المبطلين والمستهزئين، وقد قال: "دعْني يا رسول الله فأقتلْ هذا المنافقَ". لكن الحكمة النبوية الحريصة على كسْب الألباب لا على قطْع الرقاب هي التي سادت في نهاية المطاف.. وهي التي يجب أن تسود دائما وإلى الأبد. فلا بديل عن كتاب الله وحكمة النبوة ميزانا لمن يحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" (سورة آل عمران، الآية 31). 

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

لقد أنطلق الامر من نواكشوط

نقلا عن مدونة أحمد ول جدو

تلقيت يوم الأحد الماضي رسالة من صديق لي على تويتر مرفقة برابط لفيديو كليب موريتاني لأغنية تحمل عنوان" It started from Nouakchott"مع تنويه بالتعليقات التي ترافقه والتي تحوى هجوما عنيفا على ملابس المغني والموديل (المغني يرتدي تي شيرت يحوى العلم الأميركي والفتاة ترتدي ملابس عصرية تكشف بعض أجزاء جسمها ولا تغطي رأسها ).
تابعت الفيديو وفاجئني تصويره و مستواه الفني الرائع وفرحة  كثيرا بالجهد المبذول فيه وذلك رغم التعليقات السلبية الكثيرة،وما إن انتهيت من متابعته حتى جاءني اتصال هاتفي من صديق اَخر يسألني بغضب هل الفتاة الموجودة في الفيديو"بيظانية " ؟
وبعدها بدأت في جولة بمواقع التواصل الاجتماعي لاكتشف أن الفتاة تثير سخط الكثيرين وأن النقاش على الشبكة تحول من قضية الحوار بين منسقية المعارضة  والنظام ومستقبل الاحتقان السياسي في موريتانيا ومستنقعات نواكشوط  إلى نقاش سفور بطلة الكليب ليلى مولاي.
فقد بدأ المحافظون بنقد الفيديو والمشرفين عليه وخاصة الفتاة واعتبروا أنه خروج عن العادات والتقاليد الموريتانية الأصيلة وترويج للفاحشة والرذيلة في مجتمع مسلم وأنه مؤامرة غربية ضد الشباب الموريتاني،فيما دافع عنه البعض واصفا إياه بأفضل التجارب الموريتانية في مجال الفيديو كليب وأكثرها نضجا وعبروا عن سعادتهم بخروجه إلى النور، ودافعوا عن الفتاة التي ظهرت في الفيديو واعتبروا أنها حرة في جسدها وأنه لا ينبغي محاكمة الإبداع وتقييده بتقاليد بالية متخلفة عفا عليها الزمن.
ليتطور الأمر لدعوة  من حركة لا للاباحية للتظاهر ضد الكليب ومنتجيه،وكذلك إعلانها رفع دعوى قضائية ضدهم واتهامها لهم بنشر الرذيلة في المجتمع الموريتاني .
لكن هذه الضجة كانت أفضل دعاية للكليب وللمشاركين فيه فقد انتشر على الشبكة وأصبح حديث الناس،وفتحت كذلك صحفة على فيسبوك لبطلته حصدت عشرات المعجبين في ساعتها الأولى ليتجاوز1400 حتى هذه اللحظة ،إلا أن الضجة جعلتني أسأل نفسي لماذا كل هذا الصراخ رغم أنه ليس أول  كليب موريتاني تظهر فيه فتاة سافرة فقد حدث الأمر كثيراً من قبل ؟
وعدت لأقول لنفسي هناك شيء مختلف هذه المرة فالمغني والموديل ينتميان إلى شريحة" البيظان"أما من سبقوهم  فمن فئة الزنوج- المسلمة أيضا- وهذا هو سبب الإنزعاج والزعاق والعويل،إذن الانتصار هنا ليس للدين بل للتقاليد الحسانية ولمجتمع البيظان-إنه نفاق مجتمعي-.
قصة الفيديو هذه ذكرتني بحكاية فتاة من أصول طارقية كانت تدرس في إحدى ثانويات العاصمة الموريتانية نواكشوط ،وكانت تحضر إلى الثانوية من دون أن ترتدي الملحفة وهو ماسبب الإزعاج لمدير تلك الثانوية فقرر إستدعائها وأمرها بارتداء الملحفة لأنها بيضاء و ملامحها تشبه فتيات البيظان ومن العار أن تخلع فتاة بيظانية ملحفتها وأن تخرج سافرة.
الضجة التي أثار الفيديو فتحت النقاش حول الحريات والخطوط الحمراء التي يجب أن يتوقف عندها المبدع في موريتانيا،وأنذرت ببداية الصراع بين دعاة الحرية والمحافظين بين الافكار التقدمية والتقليدية، وحول الاختلاف البين بين مكونات الشعب الموريتاني ونظرة كل منها للاَخر،وأظهرت كذلك سخافة الكثير من النخب الموريتانية التي جعلها ظهور فتاة سافرة في عمل فني تنسى أنها تعيش في دولة على مفترق طرق،عاصمتها مهددة بالغرق، ومستقبل أجيالها تحومه المخاطر بسبب سيطرة العسكر على مقاليد الحكم.

الصورة من أصرح لقطات الكلب
                                                                    

السبت، 14 سبتمبر 2013

د / الغوث : نهضة الادب العربي بدأها شعراء شنقيط

من اليسار  : د / الغوث ، أ / محمد الشريف ، أ / حسن ددة ، و الاستاذ بكاي
أقام نادي المدينة الأدبي ندوة بعنوان :  ((أدب شنقيط تجلياته وتصنيفاته)) أنعشها  الاستاذ الدكتور مختار الغوث ، و أ/ حسن ددة و أ/ البكاي  ، و أدارها أ/ محمد الشريف . 



 رفض أستاذ اللغة والأدب في جامعة طيبة بالمدينة المنورة، الدكتور مختار الغوث، ما ذهب إليه عدد من مؤرخي الأدب العربي الحديث، الذين نسبوا تجديد وإحياء الأدب العربي للشعراء المصريين. وشدد الغوث، في ندوة أقامها نادي المدينة المنورة الأدبي، مساء أمس الأول، بعنوان «أدب شنقيط تجلياته وتصنيفاته»، على أن نهضة الأدب العربي الحديث بدأت من بلاد شنقيط، وسبقت الشعراء المصريين بنحو عقدين من ظهور الشعراء المجددين في مصر. وقال: «أجمع مؤرخو الأدب الموريتاني على رد الأقوال التي تنسب تجديد وإحياء الأدب العربي لغير شعراء شنقيط، موضحاً أن هناك لبساً وقع به هؤلاء المؤرخون باعتبارهم أن الأدب العربي الحديث تجدد على يد محمود البارودي وأحمد شوقي، ومن عاصرهما في تلك الحقبة، متجاهلين أثر «بلد المليون شاعر» (موريتانيا) في حماية الأدب والحفاظ على قوته، معتمدين على محاكاة العصرين الجاهلي والأموي. وطالب الغوث المؤرخين رد الفضل لأهله ولأدباء شنقيط القدماء، بمزيد من الاستقصاء والبحث، ليتبين لهم أن نهضة الأدب العربي الحديث بدأت من شنقيط في أوخر القرن الـ 17، واستمرت بالنهوض حتى وصلت أوجها في القرن الـ 19، معتبراً أن شعراء موريتانيا هم من حمل لواء التجديد في الشعر العربي الحديث، حتى جاء من اقتفى أثرهم في تجديد الأدب العربي. واستدل الغوث بأن عدد من الباحثين في حركة الأدب العربي، أكدوا في مؤلفاتهم أن أحمد شوقي، تأثر في اتجاهه إلى معارضة الشعر القديم بمعارضات شعراء شنقيط الذين سبقوه في هذا الفن، مشيراً إلى أن كتاب «الوسيط في أدب شنقيط» هو أقدم الكتب التي عنيت بتدوين الشعر الشنقيطي، وطبع في مصر عام 1911م. واعتبر الغوث أن البارودي وشوقي ذهبا في تجديدهما الشعر العربي بتقليدهم للشعر العباسي واستلهامه، بينما اعتمد شعراء شنقيط إلى محاكاة الشعر العربي في عهد القوة والأصالة في العصرين الجاهلي والأموي، «وهو أقوى بكثير من تقليد الشعر العباسي»، وعلى رأس الشعراء الشنقيطيين المجددين محمد بن الطلبة، الذي ولد قبل البارودي بـ 64 عاماً، وتوفي بعد مولد البارودي بـ 18 عاماً، وقبل ميلاد شوقي بـ 13 عاماً. وشارك في الندوة إلى جانب الغوث عضو هيئة التدريس في جامعة الأمام محمد بن سعود الدكتورة مباركة بنت البراء، والشاعر الموريتاني حسن مهدي، والشاعر والقاص الموريتاني البكاي أحمد، وأدارها محمد الشريف. وقدمت بنت البراء ورقة عن أساليب أدب المرأة الشنقيطية «الحسانية»، استعرضت فيها عدداً من نصوص الشعر العاطفي. وأوضحت أن المرأة الموريتانية استطاعت البوح بما يختلج نفسها بشكل يبرز التمرد الجريء على سلطة الرقيب بأبيات تعبير خاصة، فتعمد تارة لبتر كلمة من النص الشعري، وتلجأ أخرى للرموز، وثالثة لإدخال كلمات من اللغة الفرنسية واللغات الأجنبية الأخرى، للهروب من النقد المجتمعي، الذي يرفض قصائد الغزل النسائية. وقالت: إن المرأة الموريتانية، بالرغم من دلالها وعلمها باللغة والشعر، لم يكن المجتمع يتقبلها كشاعرة، ومع ذلك برعت الموريتانيات في نظم شعر الغزل، إذ وجدن ضالتهن في رمزية الشعر وغموضه للبوح بمشاعر الحب والعشق. وشهدت الندوة قراءة شعرية وقصصية نالت استحسان الحضور. 
                                                            ................................................
                                                                         نقلا عن صحيفة الشرق

السبت، 7 سبتمبر 2013

إلى حواء

أحمد الرجيل

الجمال


لا قيمة للجمال إن لم يكن إلها أسطوريا عليا متعاليا ، محتجبا في ملكوته بأستار أنواره ، ومدَّثِّرا حللا من جلاله و بهائه ، دونه للأبصار كلل ، وله في البصائر هيئة وتشكل . يتنزل أمره على العشاق وحيا و الهاما فتخر له كلماتهم سجدا و قياما ، في محاريب العشق و الهيام ، الطهر ،  ترتفع أكفهم إليه تضرعا ، و تهفو إليه قلوبهم أملا و رجاءا ،  كل له مأرب و مطلب و مراد و مطمع ‘ فلا يزداد إلا تمنعا و تعاليا ، و لا يزدادون به إلا تعلقا ، و لا إليه إلا تطاولا ،  فلما أعياهم مطاله ، و أعجزهم مناله  اكتفوا منه بالهامه ، فاستنسخوا له في حياتهم صورا و أشباها صاغوها بخيالاتهم من ظله ، و أودعوها أشجانهم منه ، و أشواقهم إليه ، فكانت آيات  من الحسن و الروعة و الابداع  ، و كانت همسات تسبيح و تمجيد حيية تستسقي الغيث وتنشد المودة في أيما طهر  ، بعيدا عن صرخات المتفاحشين الذين لا يرون في الجمال أكثر من وعاء لتفريغ الشهوات ، و إرضاء النزوات ،  و بعيدا عن لوك أفواههم  لعرضه  و إن تعللوا بالإشادة و الإطراء ، فالإشادة الحقة به تتجلى في سجدة مؤمن ، و تعظيم خائف ، و دعاء راج . فلا كان الجمال إن استحال سلعة  تستبضع برخيص القول  وفاحشه . 

صورة تخدم الموضوع



الاثنين، 2 سبتمبر 2013

غزل ومناجاة


أحمد الرجيل
يصادف المرئ أحيانا مشهدا موحيا او إنسانا مؤثرا فينطق بشيئ 
ليس بالضرورة واقعا و إنما من باب ( الْفَخْلاكْ الْمَسْكِينْ إهَدْرَزْ بِيهْ ) 
وهذا ما حصل لي مع القطعة التالية : 

كَلْتِ  عَنِّ   مَانِ   مَعْتَادْ  ====  وَنِّ   غَدَّارُ    أهَاذَ   زَادْ 
عَنْدَك دَلِيلَ  أعْلِيهُ    عَاْد ====  ثَابِتْ  عَنْدَكْ    فَلِّ   كَلْتِ 
يَحْرَكْ مَنِّي كَرْعَتْ لَغْيَادْ ====  كَدَّ   الْمَنْهَ    ما    فَظَّلْتِ 
عَكْلِ قَادِ شُورَكْ وَ أمْرَادْ  ==== أخْرَ    تَخْلَكْلِ    دَخْلِيِتِ
مَكْصُورَالِ وَالْخَلْقَ أتْرَادْ ==== عَنِّ   فَّالضَّلَالْ    أمْسَنْتِ
وان   يَغْلَ   غِيدَ  التَّنْزَاهْ ====    ذَاكْ  أنْتِيَّ  بِيهَ أسْمَعْتِ 
عَكْلِ   مَا حَازَمْنِ  مَقْدَاهْ  ====    بِيهَلِّ    مَا  يَخْطَاكْ أنْتِ

بحور الأدب الحساني

أحمد الرجيل
بسم الله الرحمن الرحيم

في الحلقة السابقة من بحور ( بتوت ) الأدب الحساني قدمت نبذة موجزة  عنه  اشتملت على تعريفه ، و أغراضه ، و قسما من بحوره  و اليوم أقدم القسم الثاني و الأخير و المتمثل في بقية البحور (لبتوت ) الأكثر تداولا و هو(  لبتيت) بنوعيه التام والناقص مع مختارات مما قيل فيهما  . كما أنوه هنا إلى أنني لم أحصر البحور في هذه العجالة ،  وإنما ركزت كما قلت سابقا على الأكثر تداولا  . 

ينقسم  ( لبتيت ) إلى : 


( لبتيت التام ) : وهو ما كان عدد الحركات في شطره ثمانية . و مثاله : 

كَلَّ أمْسَ يَسِيدِ  وَ أصْبَاحْ    ==    وَذْنَيْكَ  أبْسَمْعَكْ   تُصَكَّلْ 
عَرْضَكْ مَاهُو مَوْكُولَرَاحْ  ==    لَحْمَكْ   مَاَنكْ  بَيهَ    أمَّنْكَلْ 
     

 ( لبتيت الناقص و هو ما كان عدد الحركات في شطره ستة ومثاله : 

    ياَمَسْ   تَدْلِيتْ   اكْتَابْ  ====  عْزِيزَ   ذِيكْ    اعْذَابْ 
    اتْرَكَّبْ   خَرْبَ   افْبَابْ ====    خَيْمَتْهَ      تَرْ   كَابُ 
    هُوَ    حَالَتّ     تَّرْكَابْ ====    لَخْرَابَ  أعْلَ   بَا بُ . 
                      
  
  شخصية أدبية 


الأديب سيدي محمد ولد الگصري (1852- 1929م)
هو سيد محمد ول باب أحمد ول الشيخ ول المختار (الگصري)، (نسبة إلى "گصر البركه" موضع في الجزء الغربي من ولاية تگانت وهو الموطن الأصلي لهذه الأسرة .


 و الطلعة التالية من لبتيت التام وهي للأديب المذكور . 


حَدْ اصِيلْ افْ تگانِتْ شامْ = نافِـدْهَ لاگِ عنـهَ عـامْ



واعمـلْ بلْياليـهْ ولَيَّـام = لين الْحَگْ مِنْهَ بَل امْنَيْـن



عادْ ايبانولُ رُوصْ افَّـامْ = إكْدَ تگانـت مِتْحَدِّيـنْ



يَنباوْ ويَقْبَاوْ اف لِقْمـامْ = وهومَ زادْ ألَّ مَشْيوفيـنْ



يَطْرالُ شِ يَغْلَـبْ لَفْهـام = گولانُ كُونْ الِّ فِلْحِيـن



مَا يَبْگَ شَوْقْ أدْرَسْ مَگَامْ = ولا يَبْگَ فِلْعَيْنِينْ اخْزِيـنْ



ولا يَبْگَ مَنظومْ افْ لِكْلامْ = مَجَـاوْ أوزانُ مَنظومِيـن



ويَبْگَ ماوَدَّ حَقْ اتـرابْ = ماهِ كِيفْ اترابَ اخْرَ زَينْ



ولا حق امَّلِّ زاد احْبـابْ = ما يِنْجَبْرُ فِتْرابْ اخْرَيْـنْ



و له الطلعة التالية من لبتيت الناقص


يَانَ ذَ امْنَ التَّنْبَاشْ=لَلشَّبَابَ اتْلَ لَاشْ



مَا عَنْدَكْ تَيْتَ ابَّاشْ=اتْنَبَّشْ لَلشَّبَابْ



شَيْبَانِ وَالتَّكْمَاشْ=لَاحَكْ فَوْكَكْ لَعْلَابْ

أرَايَكْ وَحْسَنْ فِيكْ=أتَّمَّ اتْحَلْ اكْتَابْ



وَتْحَجَّبْ صَرْتَكْ ذِيكْ=ألَّ فَاصَلْ فَحْجَابْ 

     
منظر من تكانت يخدم الموضوع








شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More