![]() |
أحمد الرجيل |
بين
التبرير و ما ينطوي عليه من المشاركة في الوزر و تحمل تبعة و إثم الاقتراف ، و بين
التهويل و المبالغة في ردة الفعل و التي وصلت عند البعض حد الدفع الجزيل لمن يأتي
برأس كاتب ( الدين والتدين ولمعلمين ) توزعت التدوينات هذا الأسبوع على صفحات
التواصل الاجتماعي وهو أمر يحمل من الخطر ما لا يقل عما تحمله الاساءة إلى الرسول
صلى الله عليه و سلم في المقال المذكور . و بالرغم من الادانة الشديدة للمقال فان
البت فيه جزائيا يبقى لجهة واحدة و هي الدولة
متمثلة في السلطات التنفيذية ، و يظل
واجبنا كمسلمين و كموريتانيين قيم بهذا
الجرم بينا أن ندينه و نعبر عن ذلك بشكل سلمي و أن نقف عند ذلك الحد، ونحترم لكل
صلاحيته و اختصاصه بما في ذلك السلطات . كما أن التطاول على مكون اجتماعي
وطني على إفتراض أن الكاتب ينتمي إليه أمر
مرفوض و مدان و كذلك محاولة توظيف هذه الاساءة الدنيئة ضد مطالبه المشروعة و التي
نختلف معه في بعض آلياته و وسائله إليها إلا أننا نتفق معه ـ من حيث المبدأ ـ
عليها.
من جهة أخرى لم يترك الرجل مجالا للتأويل
فلغته كانت صريحة و قاطعة و تساؤلاته عن الأسس التي بنيت عليها مواقف الرسول صلى الله
عليه و سلم من مسائل متحدة في المنطلق و النتيجة لا تدعم ما ذهب إليه البعض من افتراض لحسن نيته و إن كنت لا أجزم بسوئها
, فحين يتكلم عن مسامحته لقريش رغم تكبيدها المسلمين خسائر بشرية و مادية فادحة و محاربتهم
عقدا من الزمن , و استئصاله بني قريظة لمجرد
أنهم هموا بالأضرار و لم يقع منهم ، و عن وحشي
و هند و كيف أحتجب عن هذا و بش لتلك مستنتجا من ذلك التأثر بالبعد العشائري و تحكيم
العاطفة وسيطرتها فيصبح من الصعب تبرئة النية لنا ـ على الاقل ـ و تبقى حقيقتها في
علم الله تعالى . و جدير بالذكر هنا أن باب التوبة يظل مشرعا فضلا من الله و نعمة ،
و أن هذه ليس دعوة لتجريد السيوف أو الألسنة عليه ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه
و سلم أسوة حسنة حيث اورد أهل السير أنه أثناء تقسيم غنائم هوازن وثقيف تقدم منه معترض لم تعجبه القسمة قائلا : (( إنك
لم تعدل في هذه القسمة .. )) وهو ذو الخويصرة
كما أورد ابن الأثير الجزري في الكامل في التاريخ و هي تصريح بطغيان الظلم و الجور وغياب العدل ـ حاشاه صلى الله عليه و سلم و عظم و مجد ـ حتى عرف
الغضب في وجهه الشريف فقال : (( من يعدل إذا
لم أعدل )) ، وشد البعض مجاميع ثوبه حتى أضرت بعنقه و كان ذلك بحضور منهم أشد عليه
غيرة منا اليوم ، فلم يقتل هذا و لم يمنع من العدل ذاك . ذلك هو النبي و ذلك خلقه ، و أولئك هم أصحابه غيرة ببصيرة في زمن الدين الحق و التدين الحق بلا
" أمعلمين " و لا يحزنون . ندين من جديد الاساءة لنبينا كما ندين الدعوة إلى إقامة الحدود أو
التعازير بيد الشعب او فرد منه مهما بلغ حبه للرسول فتلك مسؤولية الحكومة . و إن
تولاها الشعب استحلنا غابة يتأول القوي منا كل قول ليهلك به نفس الضعيف و ماله
0 التعليقات:
إرسال تعليق