![]() |
أحمد ارجيل |
عندما بطن "فخامة الرئيس" تهديدا لمجموعة من الشركاء الوطنيين و صنف مرجعية بعضها على أنهاأكثر ضررا من إسرائيل على الامة، في مبالغة ممجوجة و جارحة للشعور و المشاعر و في تناغم فج مع أصوات من خارج الحدود مشبوهة النوايا و الاهداف لم يحترم الاذواق في ذلك أو يتحر الصدق بل أطلق العنان لسانه يردد ما يلاك هنا و هناك مازجا به ما يؤرقه من هاجس المأموريات و عظمة الذات و ما يجيش به صدره من عزف على أوتار الشرائحية و العنصرية.لوح صاحب الفخامة لخصوم الداخل بعصا التأديب ما لم يخضعوا و رفع للخارج -المؤثر طبعا- شعار الحرب على الارهاب كطلب تغاض عما ما قد يتخذه من إجراءات لا تدخل بالضرورة في نطاق المبادئ التي يؤمن و يتغنى بها ذلك الخارج و رأيه العام.
و كالعادة ركبت خيل الله تدفعها الحمية و الغضب لله!! منتضية هنديتها مرابطة على ثغور قومية يكتنف حقيقتها اللبس و الشك أو للدفاع عن شركاء في المرجعية الفكرية و التنظيمية . و كالعادة كلما أسىرجت تلك الخيل في ارض الله هذه تكون الوجهة و الهدف بعيدين جدا بمقياس الوطن و المواطنة و يسقط صريخ الداخل و نصرته من الاذهان و الاعتبارات فلم أقف في ما وقفت عليه من أثر أو أر في ما رأيت من نقعها -الذي حجب الرؤية في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا- رمية أو مناضلة عمن شملهم التهديد في الداخل و حشروا قسرا تحت وصم "دعاة العنصرية و التفرقة".
أشار السيد الرئيس ضمنا إلى دعاة الحقوق و نعتهم بالعنصريين و هنا يتبادر الى الذهن دعاة المساواة و مسح الفوارق الاجتماعية و رد الاعتبار للذين أفتقدوا القيمة و الكرامة و المعنى و حرموا حتى حق الخصوصية التي تشي بها جملة من المعطيات و الفوارق بارزة للعيان و تناسى فخامته أنهم تعبير حي عن طيف واسع من هذا المجتمع و قد منحهم ثقته فأنتخبهم نوابا عنه في البرلمان متجاوزا إليهم غيرهم ما يعني ما يلبسون من وصف يتزياه ذلك الطيف و يكتسيه.
و بقدر ما يشعر المرؤ بالقرف من وعيد الرئيس وتهديده يشعر بالخذلان و التيه و هو يجوب جغرافية العلاقة الوطنية المضيعة لمصلحة انتماءات أخرى. لذلك نذكر "خيل الله و فرىسانها" بمستضعفين في الداخل تجاهلهم و تجاهل قضاياهم تلحق منه المعرة و تلزم منه الكفارة و يجعل الجهاد في غير السبيل .
و نذكر العنصريين! بضرورة الثبات و نحذرهم من عقد الصفقات فهي لن تشبع نهم النظام إلى أكلهم و لن تغير نظرته إليهم إنما هي بداية تراجع مطرد مذل لن ينتهي بغير المحو و الاجتثاث و لهم في المراحل التي مرت بها قضية إحتلال فلسطين أسوة سيئة فهاهي وصلت مرحلة تفضيل المحتل على الشريك.
يأخذ البعض على "افلام" ماضيها الذي يضع العنف في اعتباراتها و من بين خياراتها النضالية في حقبة لم يكن لغير ذلك معنى فلم تكن هناك ديمقراطية و لا تشاور بل كان العسكر و الاوامر واجبة التنفيذ و من يرفض عليه أن يحمل السلاح أو يستعد لموت مجهز بالرصاص أو يتعفن في السجون. ويأخذ عليها تبنيها الآن للانفصال أو الاستقلال الذاتي علما انها تنتهج له وسائل سلمية و يتناسى تهديدا من شخصية جهوية وازنة بالانفصال "إن لم..." و قد ترشح قادتها في مناطق بعيدة كل البعد عن محيطهم الجغرافي و العرقي و هو ما يعني قبولهم الانتماء لهذا الوطن حتى لو ظلوا محتفظين بميولهم و خصوصيتهم. و تكال التهم بالعمالة و العنصرية لحركة إيرا و الحركات الاخرى التي تنادي بوجوب مداوات جراح الحراطين التاريخية و بناء الشخصية الحرطانية بناء مستقلا يؤهلها للعب دور الشريك الكامل الشراكة الذي تتساوى فرصته مع غيره في الوصول الى المناصب و الثروات. عجبا لرئيس يفقد صوابه و هو يمتلك أكثرية منتخبة الكل أبتلعها رغم ما شاب العملية الانتخابية و رغم الظروف الزمانية و المكانية التي أجريت فيها و الثقافة التي تدير تلك الظروف. عجبا لرئيس يثق في قضائه و ينظر هذه النظرة لمن زكاهم ذلك القضاء.
عجبا لكم سيدي لرئيس .