الاثنين، 26 مايو 2014

البكاء على الاطلال

دموع الأفئدة للحبيبة (شكار )
أحمد الرجيل

يَــلاَّلَـــكْ يـَــانَ كـُــونُ أتَــــــوْفْ @@ مَـتْمَـكَّـنْ مَـنَّـكْ عَــادْ الْخَـــــــــوْفْ #


وَ الْـــوَجْدَ ألِّ مَـاهُــو مَـوْصُــوفْ @@ مَــنْ قَـلَّـتْ ـ وَ أسْـقَامَـكْ تَـنْــزَادْ ـ #


شَـوْفَـتَ شَكَـارْ أقَـلَّـتْ شَــــــــوْفْ @@ إنْـيَّـرْكَـلْ وَ الْـمَـقْــــرَنْ وَ الْــــــوَادْ # 









غريب المرافئ

بكاء يحرق المآقي و رثاء يقطع نياط الفلب فرحمة الله على خالد السعدي و أقال الله عثرة العراق
الشاعر العراقي خالد السعدي رحمه الله


غَرِيْبُ المَرَافِئِ
شعر:خالد عبد الرضا السعدي
كمِ انْتَظَرْتُ لُهَاثَ الضَّوءِ مُرتَجِفَا
وَكانَ فَجْريْ قَدِيْماً شاحباً أسِفَا
كمِ انْتَظَرتُ وَسَالَتْ كُلُّ أورِدَتِي
حِبْراً علَى دَربِيَ المجْنُونِ قَد نَزَفَا
علَى خُطَايَ الَّتي لَمْ تَتَّخِذْ وَطَناً
سِوَى رَحيْلٍ إلَيْهِ عُمْريَ انْجَرَفَا
أمْشِي.. وَنَزْفُ دُرُوبِي بَلَّ أمْتِعَتِي
لِلآنَ نَزْفِيَ فَوقَ النَّخْلِ.. مَا نَشَفا
وَإنَّ نَخْلِي عِراقٌ.. وَالسَّما رِئَةٌ
مَخْنُوقَةُ الغَيثِ.. قَصّتْ شَعرَها السَّعفَا
أنَا غَرِيبُ المرافي.. مَنْ يُعَلِّلُني؟
شَواطئُ الأهْلِ تَاهَتْ لَوعَةً وَجَفَا
أنَا شِراعُ الرَّزايا.. ألفُ عَاصِفَةٍ
حَطَّمتُها فـيَّ إذْ غادَرْتُها أنِفَا
أُضِيءُ نَجمَةَ شِعرٍ دفْقُ أحرُفِها
قَصيْدةٌ تَحْضِنُ الآفَاقَ وَالصُّحُفَـا
بَذَرْتُ رُوحِي يَمامَاً في تَلَهُّفها
فَأدمُعي شَجَرٌ في ظلِّها وَرِفَا
لِتَسْتَدِيرَ الَّليَالِي في يَدِي امْرأةً
تُفَّاحُها مِنْ جِنَانِ الرِّقَّةِ اقْتُطِفَا
تِلْكَ الـمُعَـدَّةُ مِنْ يَاقُوتِ أسْئِلَتي
صَارَتْ تُضيفُ لِلَيلِ القَلْبِ مُنعَطَفَا
لا غُصْنَ لِي بَعدَ هذا الجَمْرِ يُرجِعُ لي
بَعْضاً مِنَ الماءِ.. أو كُلِّي الَّذي تَلَفَا
لا حضْنَ لِي الآنَ يَا مَولايَ يَا وَطَني
يُرِيْقُ دِفءَ الأمانِي فَرْحَةً وَصَفَا
سَهرْتُ شَمعاً لَعلِّي أقْتَفِي ألَقَاً
يُعيدُ لِلشَّمسِ أُفْقاً مِنْ فَمي انْكَشَفا
وَهَا تَيَّبَسَ زَرْعُ الرُّوحِ مِنْ سَهَرِي
وَمَرَّ غَيْمِي سَراباً بِالثَّرى الْتَحَفَا
تَغَيَّرَ الأهْلُ.. مَا عَادَتْ دِلالُهُمو
تَزكُو، وَلا نَايُهُمْ بِالطِّيبِ قَدْ عَزَفَا!
تَغَيَّرَ النَّايُ، لَمْ تَطْرَبْ بِضِحكتِهِ
“لَيلَى” وَلا “قَيسُها” بِالأغْنِيَاتِ وَفَا!
وَقَدْ تَغيَّرتُ – طَبْعاً – صِرْتُ مُلْتَصِقاً
بِظِلِّ جُرْحيَ مَعجُونَاً وَمؤتَلِفا
إنَّا اخْتَلَفْنَا.. علَى أفراحِنَا صُوَراً
أمَّا العِراقُ فَفِي الأحْزانِ مَا اخْتَلَفَا
نِصْفِي عِراقٌ، وَنِصْفِي آخرٌ وَطَنٌ
هُوَ العِراقُ.. ولكِنْ منْ دَمِي خُطِفَا
يَا سُرْفَةَ الريحِ دُوْسِي فَوقَ أضلُعِنَا
حتَّى نُعَلِّمَ مَعنَى حُبِّنا السُّرَفَا
وَكَيْفَ يَهزِمُ عُصفورٌ بِريْشَتِهِ
وَحْشاً علَى عُشِّهِ المفْجُوعِ قَد وَقَفَا؟
وَكَيفَ نَحيَا عُراةً مِنْ مَواجِعِنَا
وَنملأ الأرضَ ضَوءً بِالمدَى عَصَفَا؟
وَكَيْفَ.. يَا حُبُّ مُذْ جافَيْتَنَا وَطَناً
مَا كَانَ لِلنَّاسِ إلا عاشِقاً دَنِفَا؟
نُغازِلُ الفَجْرَ في أحضانِ شَيبتِهِ
لِيَسْتَفِيقَ علَى ألْحَانِنا تَرِفَا
وَكَيْفَ نَصْبِرُ صَبراً لا انْتِهَاءَ لَهُ
يَنْمُو بِنَا عَتَبَاً نَبكِي لَهُ.. وَكَفَى؟
هذِي حِكايَتُنا لَيْلٌ بِلا لُغَةٍ
وَ”شهرزادُ” بهِ مَقْتُولَةٌ شَغَفَا
وَ”شَهْرَيارُ” شَرِيدٌ.. مَنْ سَيَحضُنُهُ؟
وَقَصْرُهُ الفَخمُ لَمَّّا عافَهَا انْخَسَفَا
وَلَيلَةٍ بَعدَ ألْفٍ مِنْ تَغَرُّبِنَا
إنَّا صَحَونا علَى شُطآنِها صَدَفا
فَلا الشَّناشِيلُ تَحكي عَن طُفُولَتِنا
وَعَنْ أزِّقَةِ خَوفٍ تَجْلِدُ الضُّعَفَـا
لا كَهْفَ يُؤوي.. وَلا الأمطارُ تَغسِلُني
وَقَلبِيَ الطَّيرُ بِالأسْوارِ قَدْ رسَفا
يَا سُرفَةَ الرِّيحِ لا أرضٌ نَلُوذُ بِها
سِوَى العِراقِ الَّذي في غَفلَةٍ نُسِفَا
نَلمُّهُ الشَّيبَ.. أشلاءً مُبَعثَرَةً
وَيَنْفَخُ الطِّينُ في الأحْداقِ حَيْثُ غَفَا
هُنَا وَقَدْ كَانَ يَرسُو في مَحَبَّتِهِ
بَحرٌ.. وَمِنْ كَفّهِ الشَّلالُ كَم غَرَفَا!
يَا أيُّها البَحْرُ عَلَّمْنَاكَ أُحْجِيَةً
وَإنْ تَورَّطَ فِيْنَا الموْتُ وَاحتَرَفَا
إنّ العِراقَ دُمُوعُ الشَّمسِ أوَّلهُ
وَدَمْعُ آخِرِهِ فِي مُقْلَتيَّ طَفَا
***
بعقوبة – 2005

هكذا يجب أن نكون

أحمد الرجيل
كثيرا ما نسمع الحكومة تأخذ على المعارضة أو على المواطن العادي الذي ينتقدها  ـ والذي ليس في عير المعارضة و لا نفير الحكومة ـ أنهما لا يشيدان بما أنجزت من مشاريع و لا يريان الا الجزء الفارغة من الكأس لهؤلاء أقول : عندما تشيد المعارضة بمنجزات الحكومة فإنها لم تعد معارضة بل أصبحت مولاة تتخفى في ثوب المعارضة و يجب أن تنتظم نهارا جهارا في سلك هذه الموالاة و يصبح ما تبدي من الملاحظات لا يخرج عن النقد الذاتي الذي يراد منه تحسين الأداء و توخي الأحسن و الأفضل ، لا يعني ذالك أن المعارضة في حد ذاتها مبدأ و لا خط دائم بل هناك محطات في حياة الأمم و الشعوب لا تقبل أقل من الاجماع لأنها ثوابت يجب أن تبقى فوق الاختلاف و التجاذب إذ هي الاطار العام الذي تدور داخله بيقة التفاصيل الأخرى و لا تمثل خصوصية لأحد ، و لا يمكن إحتكارها من قبل أحد . و المعارضة في حقيقتها مشروع تنموي في الظل مجهز للصدارة و الخروج الى الأضواء يوازي تماما المشروع الذي تنفذه الحكومة ، فإذا رأت المعارضة في الحكومة و إنجازاتها ما يستحق الاشادة فإن ذلك إعتراف ضمني بعدم حيازتها لما هو أفضل و الاشادة بالتالي و الحال هذه هي إفشال دعائي لبرنامجها و تستهدف ـ جديا ـ مبرر وجودها ( المعارضة ) وهو امتلاك البديل الأفضل لما هو قائم ، و القدرة على سد الفراغ في حال فشل المشروع الحكومي ، و يجدر التنبيه أن الفشل هنا لا يعني الفشل المطلق إذ لم يسجل التاريخ أن نظاما أي نظام فشل فشلا كاملا بل هناك دائما نجاح بقدره تكون الحاجة إلى البقاء أو الرحيل . أما المواطن فإن ما يعنيه و ما يمثل له الهاجس الحقيقي هو ما لم يتحقق فمهما كان ما أنجزه  النظام و الحكومة فإنه لا يكفي إلى الأبد و سرعان ما تظهر الحاجة الملحة إلى غيره بعد الافاقة من سكرة الانبهار به ، رغم  انبنائه عليه ، زد على ذلك أن انخراط الجميع الجميع في الاشادة و التمجيد يساهم بشكل فعال في الفساد و التأليه و يتأكد ذلك عندما تكون هذه الانجازات متواضة أو معدومة قياسا بحجم التكلفة أو إذا ما قورنت بمثيلاتها في البلدان المجاورة . و في المجمل يمكن القول للحكومة : أعملي وفق المستطاع دون إهتمام بالثناء ، و للمعارضة أن تعارض دون أن تلتفت إلى تلميح البعض و إتهامها بسبب إختزال هذا البعض للوطن في ذات المؤله ! مع مراعات مصلحة الأمة ، وللمواطن أن لا يقبل منهما إلا المزيد.   

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More