الأحد، 15 نوفمبر 2015

نحن صناع الارهاب


أحمد الرجيل
صناعة الارهاب عمل دأبنا جميعا على ممارسته عمدا أو خطئا يستوي في ذلك من من أطر الارهابيين فكريا و أخلاقيا و من برر الارهاب قياسا و من أدانه إنتقاء فلا يزايد أحد على أحد فكلنا وضع لبنة في ذلك المجسم المقيت ، من يدين الارهاب بإنتقائية هو من صناع الارهاب ، و من يستعظم إرهابا و يسترخص آخر هو من صناع الارهاب  تماما كما الممول المؤطر و المنسق و المرشد الروحي .
تغنوا ما شئتم بفرنسا و أبكوا ضحايا الارهاب فيها و ضعوا أعلامها قبلة  إليها تتجهون من حيث خرجتم وستظل فرنسا بلدا إستعماريا أجرم في حق الكثير من الشعوب فأزهق ملايين الأرواح و نهب الكثيرة من الثروات و عندما قرر الرحيل ترك الكثير مما يدان و يعاب عليه و ما يمكن أن  يديم العداء قرونا ، و كان حاضرا في معظم الكوارث التي حلت و تحل القارة الافريقية كما هو الحال مع بقية دوائر نقوذه الاخرى في بقية القارات .
اسمحوا لنا نحن ايضا أن نضع ما نريد من أعلام و أن نتحسس أوجاع  من نريد و أن نشارك صور حفلات الشواء التي أقبمت في الهواء الطلق لأطفال و أمهات و عجائز الروهنكا و صور أشلاء الفلسطينيين . اسمحوا لنا بذلك فنحن و أنتم مغلوبون و مقهورون مهدورون و عبيد عواطفنا تحركنا الانفعالات بعيدا عن فيزياء العقل و سبيله الرشيدة . سنقبلكم أصواتا نشازا جديرة بالاحترام بيننا كما تقبل فرنسا ذوي الحس الانسان فيها الذين يهتمون بالانسان و حقوقه وفق النواميس و الأخلاق الانسانية لا على أساس المعادلات السياسية و المصلحية و تعدهم أصواتا نشازا لكنهم يثبتون لها تنوعا ما فتئت تدعيه و تتشدق به كما تبرهن بوجودهم على ديمقراطيتها القشرية و هذا القبول يستوجب منكم ـ كأخيار ـ أن تقبلونا و تقبلوا شرنا كما يقبل أولئك الخيرون شر فرنسا و إن فرضت عليهم الحال أن يرفضوه رفضوه هونا و بتعقل .
أخيرا يحتاج تبادل القبول هذا الكثير من التفاعلات الذاتية ذلك أننا و إياكم نخلط كل شيء بكل شيء نخلط الدين بالعادة و الواقع بالأمنية وكل حادث عارض أو منهجي بالمبدإ كما نخلط الإختلاف في الرأي بالعداوة خلطا عجينيا لا يسمح بسل أحدهما من الآخر .
                 كان الله في عوننا و عونكم ما أتعسنا جميعا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More