![]() |
أحكد الرجيل |
لا قيمة للجمال إن لم يكن إلها أسطوريا
عليا متعاليا ، محتجبا في ملكوته بأستار أنواره ، ومدَّثِّرا حللا من جلاله و بهائه
، دونه للأبصار كلل ، وله في البصائر هيئة وتشكل . يتنزل أمره على العشاق وحيا و الهاما
فتخر له كلماتهم سجدا و قياما ، في محاريب العشق و الهيام ، الطهر ، ترتفع أكفهم إليه تضرعا ، و تهفو إليه قلوبهم أملا
و رجاءا ، كل له مأرب و مطلب و مراد و مطمع
‘ فلا يزداد إلا تمنعا و تعاليا ، و لا يزدادون به إلا تعلقا ، و لا إليه إلا تطاولا
، فلما أعياهم مطاله ، و أعجزهم مناله اكتفوا منه بالهامه ، فاستنسخوا له في حياتهم صورا
و أشباها صاغوها بخيالاتهم من ظله ، و أودعوها أشجانهم منه ، و أشواقهم إليه ، فكانت
آيات من الحسن و الروعة و الابداع ، و كانت همسات تسبيح و تمجيد حيية تستسقي الغيث
وتنشد المودة في أيما طهر ، بعيدا عن صرخات
المتفاحشين الذين لا يرون في الجمال أكثر من وعاء لتفريغ الشهوات ، و إرضاء النزوات
، و بعيدا عن لوك أفواههم لعرضه و
إن تعللوا بالإشادة و الإطراء ، فالإشادة الحقة به تتجلى في سجدة مؤمن ، و تعظيم خائف
، و دعاء راج . فلا كان الجمال إن استحال سلعة
تستبضع برخيص القول وفاحشه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق