skip to main |
skip to sidebar
2:04 ص
احمد ولد ارجيل
 |
أحمد الرجيل |
الجمال
لا قيمة للجمال إن لم يكن إلها أسطوريا عليا
متعاليا ، محتجبا في ملكوته بأستار أنواره ، ومدَّثِّرا حللا من جلاله و بهائه ،
دونه للأبصار كلل ، وله في البصائر هيئة وتشكل . يتنزل أمره على العشاق وحيا و
الهاما فتخر له كلماتهم سجدا و قياما ، في محاريب العشق و الهيام ، الطهر ، ترتفع أكفهم إليه تضرعا ، و تهفو إليه قلوبهم
أملا و رجاءا ، كل له مأرب و مطلب و مراد
و مطمع ‘ فلا يزداد إلا تمنعا و تعاليا ، و لا يزدادون به إلا تعلقا ، و لا إليه
إلا تطاولا ، فلما أعياهم مطاله ، و أعجزهم
مناله اكتفوا منه بالهامه ، فاستنسخوا له
في حياتهم صورا و أشباها صاغوها بخيالاتهم من ظله ، و أودعوها أشجانهم منه ، و
أشواقهم إليه ، فكانت آيات من الحسن و
الروعة و الابداع ، و كانت همسات تسبيح و
تمجيد حيية تستسقي الغيث وتنشد المودة في أيما طهر ، بعيدا عن صرخات المتفاحشين الذين لا يرون في
الجمال أكثر من وعاء لتفريغ الشهوات ، و إرضاء النزوات ، و بعيدا عن لوك أفواههم لعرضه و
إن تعللوا بالإشادة و الإطراء ، فالإشادة الحقة به تتجلى في سجدة مؤمن ، و تعظيم
خائف ، و دعاء راج . فلا كان الجمال إن استحال سلعة تستبضع برخيص القول وفاحشه .
 |
صورة تخدم الموضوع |
4 التعليقات:
يقولون : الل عند ش إنعت ...
أخي أحمد هذا مثل شائع في ثقافتنا السمحة ، إنني أومن مثلك تماما ان مع العرض ينخفض الطلب ، و كما قال أبو فراس : وما كان يغلو التبرُ ** لو نفق الصفرُ غير أن الناس مذاهب و مشارب ومهما فعلت حواء من أخطاء في عرض بضاعتها زهيدة فلن يكون ذلك العرض سلبا كله بل ثمة من يتعظ من ضياع الجهد وبذل النفيس في غير محله وحينها يأخذ بالحيطة فيتستر ويبالغ في حفظ ما أعطاه رب السماء من جمال وبهاء ، وثمة من يتمتع و المتعة من حقه فالناس يقولون : إنّ " الطايح بايح " وحينها يكون ذلك السلوك قد رمى عصافير عدة بحجر واحد من حيث لا يدري أحد حيث تلذذ صاحب المتعة بنشر محاسنه وتلذذ المشاهد بمتابعتها واتعظ العاقل والمعتبر بمواقف يراها خسارة أكثر من كونها إيجابا .. وعلى كل حال فالناس في هذه الحياة مذاهب وفلسفات شتى أرى أنه من الحكمة احترامها طالما التزم الكل بالخطوط الدنيا من الأخلاق واللباقة ..!!
وأخيرا أقول لك : رائع .. وجهد موفق فأسلوبك جميل و عباراتك جزلة قد استوفت مقاصدها فهنئا لك ولقرائك ...
شكرا أستاذي على المرور وعلى التعليق الرائع
كان الجمال كل ما قلتَ وأكثر , وكلما تخيلت وأجمل ولكن الجمال اليوم أصبح يتملق المارين والعشاق والرسامين كي يروه ويعشقوه ويرسموه .
ومنذ أصبح الجمال مكشوفا ومعروضا للبيع في مزاد شهواني علني لم يعد له ذلك التجلي في النفس ولم يعد يسبر أغوارها ليتخذ منها عرشا أبديا له .
والجمال كالحب " إن قادة الأجسام موكبه = إلى فراش من اللذات ينتحر
شكرا لك أيها الأديب فقد كنت أقرأك هنا مندهشا لحرفك الجميل الذي يمضي بي إلى أدب المفنلوطي وفخامة حرفه .
أخوك أبو عبد العزيز
شكرا عزيزي عى الاطراء لكنك بالغت . لا فض فوك
إرسال تعليق